
مركز دراسات عربستان الأحواز- حامد الكناني- تعود هذه الوثيقة إلى 7 آب/أغسطس 1958، وهي رسالة سرّية صادرة عن القنصلية البريطانية في المحمّرة، بعد أسابيع قليلة من انقلاب 14 تموز في العراق. تكشف الرسالة عن مستوى التنسيق البريطاني–الأمريكي مع السلطات الإيرانية بشأن الأوضاع الأمنية في عبادان وخوزستان، وعن القلق الغربي المتزايد من تأثير إذاعة بغداد والدعاية القومية العربية على العرب الأحوازيين.
وتُبرز الوثيقة بوضوح النظرة الأمنية للأحواز، وتعامل الدولة الإيرانية مع العرب باعتبارهم كتلة يجب ضبطها والتحكم بتدفق المعلومات إليها، إضافة إلى محاولات غربية لاستخدام الإعلام (الإذاعة) كأداة لمواجهة النفوذ القومي العربي، لا لتحسين أوضاع السكان أو الاعتراف بحقوقهم.
ترجمة عربية لنص الوثيقة
القنصلية البريطانية
المحمرة (خرمشهر)
7 آب/أغسطس 1958
سري
إلى: سعادة السير روجر ستيفنز،
السفارة البريطانية – طهران
عزيزي السفير،
أرجو الإشارة إلى رسالتي رقم 101/58G المؤرخة في 6 آب/أغسطس، وإلى مراسلتي رقم (8) المؤرخة في 31 تموز/يوليو، واللتين تناولتا على التوالي الصعوبات التي يواجهها الحاكم العام لإقليم الأحواز (خوزستان)، ومسألة منع العرب من الاستماع إلى إذاعة بغداد بوصفها وسيلة لنقل وجهات نظر الدول الغربية إلى العرب.
ونتيجة للبرقية التي بعث بها القنصل الأمريكي، المشار إليها في رسالتي المذكورة، سافر كلٌّ من الأميرال شاهين والجنرال مقدم، رئيس الشرطة، جوًا على متن طائرة الملحق البحري الأمريكي، وبرفقته، لمناقشة مجمل مشكلة الأمن في جزيرة عبادان مع الأميرال مجلسي. وقد وصلوا في 6 آب وغادروا اليوم. ولم يتمكن القنصل الأمريكي من الحصول على خمس دقائق هادئة مع الأميرال شاهين لمعرفة نتائج المحادثات. وكان الملحق البحري يأمل، إن لم يتمكن من ذلك خلال الزيارة، أن يلتقي الأميرال أثناء رحلة العودة إلى طهران، أو على الأقل يوم السبت، ليسأله عمّا تم الاتفاق عليه خلال الزيارة إلى عبادان. وفي ضوء هذه الظروف، أتساءل عمّا إذا كان بالإمكان أن يقوم أحد أعضاء بعثتكم إمّا بالاستفسار من الأميرال شاهين عن نتائج المناقشات، أو بديلًا عن ذلك، سؤال الملحق البحري الأمريكي عمّا تمكّن من معرفته من الأميرال أثناء رحلة العودة إلى طهران.
لقد ناقشتُ في مناسبات متعددة مع القنصل الأمريكي مسألة الحرمان شبه الكامل الذي يعانيه عرب الأحواز (خوزستان)، الذين يبلغ عددهم نحو 800 ألف نسمة، من أي برامج إذاعية تعبّر عن وجهات نظر الغرب ويمكنهم الاستماع إليها بسهولة. وقد أبدى القنصل قلقه إزاء هذه المسألة، واغتنم فرصة هذه الزيارة الأخيرة ليقترح إمكانية استخدام إذاعة عبادان، أو محطة إذاعية صغيرة جدًا في الأحواز، لبث برامج باللغة العربية موجهة إلى السكان المحليين. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه عند وصول الأميرال شاهين إلى المطار، كان الأميرال مجلسي قد استعرض جميع الشيوخ المحليين، ويبلغ عددهم نحو عشرين شيخًا، واصطفوا لاستقبال الأميرال. ولست متأكدًا من سبب هذا الإجراء، غير أنني واثق من أنها المرة الأولى، منذ وجودي هنا، التي يُستدعى فيها الشيوخ لاستقبال أي شخصية رسمية تصل إلى المطار.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،
(ج. س. بينِت)
تنويه: لا يجوز الاقتباس او نقل النص ونشر الوثيقة دون ذكر المصدر: مركز دراسات عربستان الأحواز- حامد الكناني.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.