الكشف عن وثيقة بريطانية سرية:
اطلاق سراح رهائن السفارة الامريكية في طهران مقابل مداهمة السفارة الايرانية و قتل افراد المجموعة التي احتلت السفارة في لندن.
لند-وكالات الانباء-وفقا للوثائق السرية البريطانية التي كشف عنها يوم الخميس 30-12-2010 في لندن ،أن السيدة مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، اقترحت و بشكل سري على الزعيم السابق للثورة الاسلامية في ايران آية الله الخميني،الافراج عن أعضاء السفارة الايرانية المحتجزين لدى مجموعة من ابناء عربستان الاحواز في لندن مقابل الافراج عن الرهائن الامريكيين المحتجزين في السفارة الامريكية في طهران.
هذا و نقلت وكالة فرانس برس عن وثائق رسمية انتشرت من قبل بريطانيا ان تاتشر اعتبرت الهجوم الناجح للقوات البريطانية الخاصة على السفارة الايرانية وتحرير الرهائن من يد المهاجمين كان عامل مؤثرا في تحرير الرهائن الامريكيين المحتجزين في طهران عام 1980.
و كانت مجموعة مكونة من ستة افراد من ابناء عربستان هاجمت السفارة الإيرانية في لندن و احتجزت رهائن فيها بعد ما احتلتها و ادعت هذه المجموعة على أن العملية جائت احتجاجا على الاحداث الدامية التي وقعت في مدينة المحمرة(خورمشهر الرسمية) عاصمة الشيخ خزعل آخر امير عربي لاقليم عربستان الذي تم تغيير اسمه الى خوزستان جنوب غرب ايران و الاعدامات التي نفذت ضد العرب كما طالبت المجموعة باطلاق سراح السجناء السياسسين من العرب هناك لكن بعد ستة ايام من احتلال هذه المجموعة للسفارة الايرانية في لندن،داهمتهم القوات البريطانية الخاصة حيث قتلت هذه القوات خمسة افراد من المجموعة و القي القبض على احد المهاجمين و هو فوزي بدوي حيث حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد في ما بعد.
وحسب ما جاء في الوثائق البريطانية الرسمية أن مارغريت تاتشر ارسلت برسالة سرية الى قائد الثورة في ايران آية الله الخميني لتعرض عليه و عن حسن نية اطلاق سراح الرهائن الايرانيين في السفارة الايرانية في لندن مقابل 52 رهينة امريكية محتجزة في السفارة الامريكية على يد الطلاب الايرانيون والمعروفون باتباع نهج الامام.
و كان الرهائن الامريكيين قد احتجزوا بعد اقتحام السفارة الامريكية من قبل انصار الامام الخميني عام 1979 في طهران و لم تنجح جميع مساعي الحكومة الامريكية آنذاك لتحرير رهائنها في طهران وحتى العملية السرية التي ارسلت فيها امريكا طائرات عسكرية لصحرا طبس شمال شرق ايران من أجل نقل الرهائن بائت بالفشل و اسقطت هذه الطائرات السمتية حيث قتل ثمانية من افراد طاقمها الامريكان.
و جاء في هذه الوثائق على ان الدبلوماسسين البريطانيين وجدوا الفرصة لمساعدة اصحابهم في واشنطن بعد هجوم قواتهم الخاصة على السفارة الايرانية في لندن في الخامس من شهر مايو وقتل خمسة من المهاجمين و تحرير الرهائن الايرانيين فيها.
و يعتقد بعض الناشطين السياسيين العرب في ايران أن المجموعة التي احتلت السفارة الايرانية في لندن عام 1979 كانت قد اعلنت عن استعدادها لاطلاق سراح الرهائن و تسليم انفسهم للجهات البريطانية المسئولة و بالرغم من هذا الاعلان تعرضوا للهجوم والتصفية من قبل القوات البريطانية الخاصة.
و في رسالتها الموجهه الى زعيم الثورة في ايران تؤكد رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر على انها لا تقصد مقارنة ما يجري في طهران ولندن ببعضهما البعض و تضيف في هذه الرسالة السرية على ان يبادر زعيم الثورة آية الله الخميني و يأمر باطلاق سراح الرهائن الامريكيين كحسن نية تجاه الشجعان من رجال القوات البريطانية الخاصة الذين خاطروا بانفسهم من أجل تحرير الرهائن الايرانيين في لندن.
و كان السفير البريطاني جون غرين الذي تم طرده في اعقاب الثورة الايرانية هو من حمل رسالة رئيسة الوزراء البريطانية السرية وعاد الى طهران ليسلمها الى رئيس الجمهورية الايرانية ابو الحسن بني صدر آنذاك.
و يوضح غرين الى بني صدر على ان الرسالة سرية للغاية و ان لندن لم تخبر الامريكان بهذه الرسالة و المبادرة البريطانية وفي المقابل وجد السفير البريطاني وعدا من قبل بني صدر بنقل الرسالة وكتمان مضمونها.
و في النهاية يعتقد أن المساعي البريطانية كان لها اثرا في تحرير الرهائن الامريكيين و اطلاق سراحهم بعد 444 يوما من الاحتجاز في يناير عام 1980.
ترجمة موقع كارون الثقافي-عربستان
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.