يحيي ابناء الشعب الكوردي في كوردستان ايران ذكرى اعلان جمهورية مهاباد في كل عام الجمهورية التي تم الاعلان عنها على يد القائد الكوردي قاضي محمد في كانون الثاني يناير عام 1946 ولم تدم أكثر من 11 شهرا، لكن قلة من ابناء الشعب العربي الاحوازي سمعوا أو قرأوا عن “مملكة عرب الشرق” التي تم الاعلان عن تأسيسها على يد الزعيم الشيخ يونس بن عاصي عام 1949 م واستمرت قرابة سنتين.
مملكة عرب الشرق كانت أول كيان وطني أحوازي مستقل يعلن عن وجودة على الجزء المحرر من التراب الاحوازي اثر ثورة شعبية طردت قوات الاحتلال وصمدت في وجه القوات الغازية واستطاع قائد هذه الثورة الذي تمتع بدعم أربعة من زعماء قبيلة بني طرف أن ينصب نفسه أميرا على مملكة عرب الشرق وأن يجبي الضرائب باسمه وأن يبدي بتأسيس مؤسسات حديثة لامارة عربية مستقلة في شمال غرب الاحواز في الحويزة ومنطقة بني طرف أي الجزء الشرقي من الاراضي العربية التي شهدت حضارة ميسان التاريخية ولهذا أطلق عليها اسم “مملكة عرب الشرق” باعتبارها الجزء الشرقي من ميسان.
استمرت مملكة عرب الشرق قرابة سنتين من الزمان عادت بعدها القوات الفارسية لتعيد احتلال المنطقة حيث باشر المحتلين باعتقال كل من تمكنوا من اعتقاله من ابناء المنطقة و تصفيته تصفية ميدانية باعتبار المنطقة ساحة حرب وجميع سكانها من الاعداء العرب فوجب قتلهم وتصفيتهم حسب ما رئاه الفرس انذاك والعجيب في الأمر سكوت المرجعيات الشيعية في النجف قبال هذه الجرائم والابادات الجماعية ضد الاحوازيين خاصة وأن هذا الجزء من الاحواز امتثل قبل غيره لفتاوي الجهاد ضد الانجليز الصادرة عن المراجع الشيعة في النجف في الحرب العالمية الأولى.
لم تكن ثورة الشيخ يونس العاصي 1949م أول ثورة عربية تشهدها منطقة الحويزة ومنطقة بني طرف بل هذه الثورة كانت الثورة الثالثة بعد ثورتي “ثورة الشيخ محي الزئبق عام 1928م” و”ثورة بني طرف الأولى عام 1936م” لكن هذه الثورة كانت أول ثورة شهدتها المنطقة في عهد محمد رضا البهلوي نجل رضاخان الذي تم خلعه من الحكم وطرده من إيران آبان الحرب العالمية الثانية .
لم يختلف محمد رضا البهلوي وقواته في وحشية التعامل مع ابناء الشعب العربي الاحوازي عن والده رضا خان، الذي أفرط في القمع والتنكيل بحق ابناء شعبا وجدوا أنفسهم وجها لوجه لقوات غازية لا تميّز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن.
وبالعودة لموضوع مملكة عرب الشرق باعتقادي أن غياب موضوع هذه المملكة من ذاكرة الاحوازيين وعدم احياء ذكراها في كل عام يعود لأكثر من سبب ومن أهم هذه الأسباب:
– شدة القمع والوحشية التي مارستها القوات الغازية بعد اسقاط هذه المملكة واجبار قياداتها على النزوح إلی بلاد ما بين النهرين ومنهم الشيخ يونس العاصي الذي استوطن منطقة المجر في محافظة ميسان العراقية حتی وفاته سنة 1967 م .
– التنافس السلبي للنظام القبلي المستمر حتى الان والطاغي على معظم نشاط الاحوازيين حيث يقلل الاحوازيين انجازات بعضهم البعض بدوافع قبلية ومناطقية.
– عدم وجود امكانيات ثقافية وطاقات مهنية لتوثيق الاحداث واعتماد معظم ابناء الشعب العربي الاحوازي على الشفوية في نقل الاحدث والتراث في الفترات الماضية.
– ظهور نخب احوازية في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي مرتبطة بالحركات الشمولية الايرانية خاصة اليسارية منها حيث عمدت هذه النخب على اخفاء الجانب التحرري من النضال الاحوازي.
من المؤكد أن هناك أسباب أخرى أدت إلى غياب مثل هذا الحدث التاريخي الهام من ذاكرة ابناء شعبنا الاحوازي ونتحمل جميعا مسئولية غياب هذا الحدث الذي تناساه الاحوازيون ولم ينسى مثيله الاكراد حيث يقومون باحياء ذكرى اعلان تأسيس جمهورية مهاباد في كل عام وذلك من أجل ترسيخ مبدء المطالبة بالاستقلال والتمتع بحق تقرير المصير في ذاكرة المجتمعات الكوردية.
—-
ورد اسم الشيخ عبدالكريم بن شرهان في هذا المقطع من قصيدة تراثية لا اعرف صاحبها ولم اتذكر باقي ابياتها و سأكون شاكرا لكل من لديه هذه القصيدة أو معلومات عن الشيخ عبدالكريم بن شرهان.
أديت حق الأربعة و عبدالكريم
هم تظن صعصع مطر من غير غيم
بأمر آيات الحرب يونس حكيم
لم كل شمل طرف و احياء بلاده.
ahwaziculture@gmail.com
يرجئ الاشارة للمصدر عند النقل
رائع
إعجابإعجاب
نشكر جهودك اخي أبو نزار
إعجابإعجاب
لا شكر على واجب أخي الكريم،شكرا لمرورك
إعجابإعجاب