إعتقال الأحوازيين في هولندا والدنمارك بين المؤامرة والإستدراج وفرص الإنطلاق/ بقلم حسن راضي

ahwaziarabsموقع كارون الثقافي| متابعات|المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية- بقت ملابسات إعتقال أربعة أحوازيين ينتمون إلى حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في هولندا والدنمارك غامضة عن الكثير من حاولوا فهم أسباب الإعتقال ودوافعه الحقيقية، ومازالت التكهنات أو الإشاعات التي تنشرها أطراف عديدة، سيدة الموقف في الساحة الإعلامية والسياسية.  ولم تتطرق الأطراف الأحوازية صاحبة الشأن في هذا الأمر إلى الإعتقال كما ينبغي وعن تداعياته على الساحة الأحوازية، بل تطرقت اليه وفقا لموقفها ومصالحها وحساباتها تجاه الأفراد المعتقلين وإنتماءهم التنظيمي. وأنقسمت ردود الفعل الأحوازية إلى ما بين من أعتبر الإعتقال مؤامرة وإتفاق أروبي إيراني وما بين من إقتنع بالأسباب المعلنة في الإعلام الدنماركي والهولندي وهو التجسس لصالح السعودية والتخطيط لأعمال تخريبية في إيران.

من خلال هذه السطور أحاول قدر المستطاع تسليط الضوء على عملية الإعتقال وأسبابها الحقيقية وتداعياتها وما يجب فعله، بعيدا عن الأحاسيس  وردود الفعل المستعجلة وعن ما قال وقيل في وسائل التواصل الإجتماعي. ويمكن القول ان هنالك ثلاث سيناريوهات تكمن وراء الإعتقال المشبوه الذي طال أربعة من أعضاء حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في تاريخ الثالث من شهر فبراير الحالي.

السيناريو الأول: إتفاق أمريكي أروبي إيراني

لا شك إن الإعتقال جاء في ظرف حساس للغاية من العلاقات الإيرانية الإروبية الأمريكية السعودية المتشابكة والتي إتسمت بالتصعيد الأمني والعسكري حينا وبالتهدئة وبسياسة ضبط النفس وتصفية الأوراق والمصالح حينا آخر. فأمريكا بعد إحتضانها لمؤتمر المعارضة الإيرانية في نيويورك في نهاية العام الماضي والذي حضره مجموعة من المنظمات السياسية الإيرانية وبعض المنظمات التابعة لشعوب غير الفارسية بما فيها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المعتقل أعضائها في هولندا والدنمارك، وعملية قتل قاسم سليماني في مطلع الشهر يناير الماضي، أرسلت برسائل خطيرة لسلطات الإيرانية مفادها إننا نستطيع التحرك العسكري والأمني والسياسي للإطاحة بالنظام الإيراني وخلق بديل له. لم تستمر واشنطن بنفس النهج التصعيدي تجاه النظام الإيراني بل تركت فرصة للتفاض والتراجع عن تصعيدها مع النظام الإيراني بإرسال رسالة وإشارة إيجابية لطهران من خلال  برقية “مايك بومبيو” وزير خارجية أمريكا في السابع من شهر يناير الماضي التي أرسلها إلى جميع البعثات الأمريكية في الخارج، طلب فيها من الدبلوماسيين عدم مقابلة جماعات المعارضة الإيرانية (نفس الجماعات التي إجتمعت في نيويوك) “دون موافقة مُحددة”، كونها قد تُقوض الجهود الدبلوماسية لإدارة ترامب مع النظام الإيراني، وأضاف بومبيو  في البرقية أن”مشاركة الحكومة الأمريكية المباشرة مع هذه الجماعات يمكن أن تكون عكس نتائج هدفنا السياسي المتمثل في السعي للتوصل إلى اتفاق شامل مع النظام الإيراني يعالج سلوكه المُزعزع للاستقرار”. وحذر بومبيو من أن “التفاعل مع هذه المجموعات” سيكون من شأنه إحداث “نتائج عكسية”. وأكد وزير خارجية أمريكا إن البعض منهم لديه تاريخ في إستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية وفقا لشبكة “سي ان ان” الأمريكية. الملفت للنظر إن برقية “مايك بمبيو” جائت بعد إستهداف وقتل “قاسم سليماني” مباشرة وعدم التصعيد من قبل النظام الإيراني ما عدى مسرحية قصف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق لحفظ ماء وجه الحرس الثوري الإيراني والمرشد الإيراني خامنئي. ويمكن تفسير برقية “مايك بمبيو” هذه بانها إشارة وضوء أخضر لتلك الإعتقالات وبداية تعاون أمريكي إيراني إروبي للوصول إلى تفاهمات مشتركة، وبما إن الحركة الأحوازية تشكل أهمية بالغة لجميع الأطراف أصبحت أحدى تلك الملفات التي تم الإتفاق والتآمر عليها. وبما إن المجموعة الأحوازية التي تم إعتقالها في هولندا والدنمارك تعتبر من أكثر  المجموعات مستهدفة ومطلوبة إيرانيا، خاصة بعد عملية المنصة التي وجه النظام الإيراني أصابع الإتهام لهم بشكل مباشر، وطالب الدول الأروبية بتسليمهم لطهران. و هنا علينا الرصد والمتابعة وتحليل التطورات التي ستحدث لاحقا في عدة ملفات سياسية أو إقتصادية أو أمنية بين الأطراف المعنية من جهة، وتجاه الناشطين الأحوازيين في الدول الغربية من جهة أخرى.

السيناريو الثاني: إتفاق إيراني أروبي

رغم المتغيرات التي طرأت على العلاقة الإيرانية الغربية خلال الأربعة عقود الماضية من توتر وتصعيد في عدة ملفات خاصة ما بين واشنطن وطهران، الا ان العلاقة الإيرانية الإروبية بقت تتسم بالهدوء والحرص على حفظ المصالح المشتركة. تعرضت تلك العلاقة إلى هزات خطيرة مثل شبكات التجسس الإيرانية والإغتيالات التي قامت فيها طهران في الدول الأروبية التي تعتبر إختراقا أمنيا لسيادة وأمن تلك البلدان، بالإضافة إلى إستهداف الحرس الثوري الإيراني لسفن الإوروبية في النصف الثاني من العام الماضي في مياه الخليج العربي، لكن فضلت اروبا أن تتعامل مع طهران بلغة المصالح. هنالك عدة ملفات مازلت عالقة وتشكل تحدٍ كبير لتطوير العلاقة بين الطرفين، أهمها الملف الصاروخي الإيراني والملف النووي وملف المعارضة الإيرانية والشعوب غير الفارسية ونشاطها في الأراضي الإروبية.

تغضط الدول الأروبية إلى جانب واشنطن على طهران من أجل الدخول بمفاوضات حول الملف الصواريخ الباليستية و الملف النووي أو الإلتزام الكامل بالملف الأخير على أقل التقديرات خاصة من قبل الدول الأوربية، حيث هددت بنقل ملف إيران النووي (آلية فض الخلاف) إلى مجلس الأمن على أثر إنتهاكات إيران المتكررة وعدم إلتزامها بالإتفاق النووي.

بعد إنتهاج النظام الإيراني سياسية الإبتعاد عن أروبا والتوجه نحو الشرق نتيجة إلتزام الدول الأروبية بالعقوبات الأمريكية، وخروج بريطانيا من الإتحاد الأروبي وإصطفافها إلى جانب واشنطن تجاه طهران، رأت أروبا أن مصالحها في إيران باتت مهددة وعليها أن تحافظ عليها وتتحرك للإستثمار هناك في المجالات الممكنة والمستثناة من العقوبات الأمريكية وهي مجالات الطب والدواء والغذاء. وفي زيارة مسؤول السياسة الخارجية للإتحاد الإروبي “جوسيب بوريل”  والوفد المرافق له وافقت أروبا على عدم أحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن وفقا لآلية فض الخلاف في ملف الإتفاق النووي إلى وقت غير مسمى وإعتقال الأحوازيين الأربعة في الدنمارك وهولندا في مقابل عدم إنسحاب إيران من معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية والتي هددت الأخيرة به، وإعطاء بعض الأمتيازات للدول الإروبية. وفي هذا السياق أكد سفير الدنمارك في طهران “دني أنان” في يوم الرابع من الشهر الجاري أي بعد يوم واحد من عملية الإعتقال، على عزيمة بلاده لتعزيز العلاقات مع إيران، معلنا ان أكبر شركة دنماركية لإنتاج الأدوية، ستبدأ انتاجها في إيران في غضون الشهرين القادمين وفقا لوكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني. ومن أجل أن تبرر الدنمارك عملية إعتقال الأحوازيين لفقت  لهم تهمة التجسس لصالح المملكة العربية السعودية مستقلة العلاقات والتواصل بين تلك المجموعة مع بعض الشخصيات في المملكة العربية السعودية. وكانت التغطية على تلك التهمة الجازفة اي التجسس لصالح السعودية، تصريح  وزير خارجية الدنمارك عندما قال باننا لا نسمح أن تصبح بلادنا ساحة صراع بين إيران والمملكة العربية السعودية !. والمتابع يعرف جيدا بان ليس هنالك صراع سعودي إيراني على الأراضي الدنماركية، بل كل ما هو موجود هو شبكات تجسس ومخططات ومحاولات إرهابية إيرانية ضد الناشطين السياسيين من أبناء الشعوب غير الفارسية وضد المعارضة الفارسية حيثما وجدوا. وهكذا تم إعتقال الأحوازيين تزامنا مع زيارة مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الاروبي  “جوسيب بوريل” بمعية وفود من الدول الاروبية لعقد صفقات اقتصادية وسياسية مع النظام الإيراني، والضحية هنا الطرف الأضعف في معادلة ولغة المصالح.

السيناريو الثالث: الإستدراج والتوريط

من السذاجة أن نفكر بان الدولة الإيرانية بما فيها المعارضة الفارسية تترك الحركة السياسية الأحوازية وشأنها تفعل في بيئة سالمة وتطور نشاطها السياسي والإعلامي والتنظيمي وتعرّف بالقضية الأحوازية ومطالبها في المؤسسات الدولية الهامة، لان بصراحة القضية الأحوازية تعتبر قضية حياة وموت بالنسبة لدولة الإيرانية، فيمكنها أن تتنازل عن  ملفات وقضايا عديدة خاصة العالقة بينها وبين المجتمع الدولي، لكن لا يمكنها ان تتساهل عن الحركة الأحوازية.

النظام الإيراني حاول ومازال يحاول أن يخترق المنظمات السياسية والناشطين الفاعلين في الساحة الأحوازية، ولا يختصر الإختراق على التجسس بل يحاول النظام الإيراني أن يستدرجهم إلى أماكن ثم إعتقالهم أو  بهدف توريطهم بقضايا أخلاقية أو تفجيرات وقتل. وبث النظام الإيراني العديد من مقاطع إعتراف المعتقلين الأحوازيين وهم يعترفون تحت التعذيب بانهم تلقوا أوامر من هذا الشخص أو ذاك من أجل تنفيذ عمليات قتل وتفجير أو تخريب. كما شهدنا في الآونة الأخيرة تواصل محموم من قبل مجموعات وأفراد من داخل الوطن وإرتباطها بعدد كبير من المنظمات الأحوازية في الخارج والطلب منها تقديم مساعدات مالية ولوجستية في تنفيذ عمليات عسكرية وتفجيرات ضد مؤسسات تابعة لدولة الإيرانية، وأنساق البعض لمثل تلك المطالب دون التحري أو إتخاذ التدابير الأمنية اللازمة. وجاءت تلك التحركات بعد عملية المنصة التي إستهدفت العرض العسكري للحرس والجيش الإيراني في الأحواز في سبتمبر عام 2018. ويمكن الجزم ان العديد من تلك العمليات تم تنفيذها بمخطط إستخباراتي إيراني وقع البعض في الفخ وترك أدلة دامغة لإدانته في تلك الأعمال. وفي هذا السياق أعلنت هولندا بان المعتقل عيسى مهدي الفاخر متهم بتخطيط للقيام بعمليات تخريب وقتل في الأحواز. وحتى الذين لم يقعوا بالفخ يدبر النظام الإيراني دلائل مفبركة وإعترافات يتم إنتزاعها من المعتقلين من أجل إتهام اي شخص تريد إيران تقديم شكاوي قضائية ضده في الدول الغربية. وهنا لا أستبعد ان سبب أو أحد أسباب إعتقال بعضهم جاء نتيجة الإستدراج والتوريط أو تلفيق التهم لهم.

بغض النظر عن ان الأحوازيين الأربعة المعتقلين في الدنمارك وهولندا راحوا ضحية أي سيناريو أو أي مؤامرة، لكن ينبغي على الحركة الأحوازية ان لا تترك هذه الحادثة  تمر مرور الكرام، وهي بالتأكيد جرس إنذار لكل الناشطين ولكل المنظات الأحوازية. ومن أجل تجنب تداعيات تلك الحادثة أو خسائرها على المدى القريب أو البعيد، لابد وأن نجعل لمثل هذه الأحداث فرصة لتلاحم والإنطلاق لعمل وطني ومؤسساتي تحكمه ضوابط وقواعد محكمة لا يتضرر بتوجية اي ضربة أو حدث مثل هذا النوع أو ما شابه.

ملاحظة لابد منها قبل الدخول بالمقترحات والمواضيع التالية:

أعتبر ما حصل لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عام 2015 إنقساما داخليا، حيث أصبحت الحركة فرعين ولكلهما مواقع رسمية وقيادات تدعي هي الأساس. هذا ما حصل بالضبط لجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية / الجبهة الديمقراطية الشعبية لشعب العربي الأحوازي (جدش وجاد) عام 2007 وبقت على هذا الحال إلى يومنا هذا. وعملية الرفض والإنكار لم ولن تغير من الواقع الموجود شئنا أم أبينا، وكل محاولات  كسر العضم وحذف الآخر لن تجدي نفعا، بل تعتبر ضياع لجهود والطاقات الوطنية التي ينبغي ان تؤطر وتوجه نحو العدو الرئيس وهو الإحتلال الفارسي. وكما تصالح فرعي الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية بعد أحدى عشر سنة من ضياع الجهود نتيجة الصراع بينهما طيلة تلك الأعوام، سيصل فرعي حركة النضال العربي لحرير الأحواز لنفس النتيجة، لان لا حل يخدم القضية الأحوازية إلا التلاحم وتقارب الرفاق الذين ناضلوا جنبا إلى جنب في ساحات النضال وقدموا تضحيات جسام من أجل الأحواز، وبالتأكيد أنهم ليس أعداء بل على خلاف شديد ويمكنهم تجاوز الخلافات من أجل الوطن والشهداء، لكن أتمنى أن يحدث ذلك ليس بعد عشرة أو عشرين عاما، بل في الوقت الحاضر لان الخلاف بين أبناء الشعب الواحد لا ينبغي ان يتبدل إلى عداء، لان عدونا الوحيد هو الإحتلال وعملاءه الذين يعملون بوعي وخيانة لوطنهم الأحواز. وما عدى ذلك يمكن حله وتجاوزه بالتفاهمات والتنازلات من أجل عين الوطن.

وعلى ضوء ما سبق ينبغي الأخذ بتلك المواضيع التالية بمحمل الجد وتنفيذها من وجهة نظري المتواضعة خدمة لقضيتنا وحركتنا الأحوازية اليتيمة التي لا ناصر لها و لا معين إلا نحن، ونحن أهلا لها:

١- ترك ونبذ التوجهات والتحالفات القبلية والمناطقية التي ظهرت على الساحة الأحوازية في الآونة الأخيرة، حيث كان ذلك التوجه أحد اسباب إرباك الساحة وإلحاق الضرر بها نتيجة المحسوبيات غير الوطنية بين بعض الأطراف التي تعمل في الساحة الأحوازية.

٢- التخلي عن فكرة الزعيم أو القائد الأوحد/ الوحيد لان هذه الأفكار أكل عليها الدهر وشرب، ونحن نعيش في عصر اللوبيات والعلاقات وتقاطع المصالح وثورة الجماهير والشعوب والقيادة الجماعية والإعلام المفتوح ووسائل التواصل الإجتماعي التي ربطت كل شعوب العالم ببعضها ونظمت ومازالت تنظم وتقود الثورات في العديد من البلدان، كما حصل في ثورة مصر وتونس وما يحصل الآن في العراق ولبنان.

٣-  الإبتعاد عن المواقف السلبية التي تتبناها بعض المنظمات الأحوازية تجاه بعضها، والكف عن محاربة بعضها البعض بحجة المسميات الوطنية وغير الوطنية تجاه الآخر، لان الشعب لم يخول أي أحد، وبالتالي لا يحق لاي طرف أن يدعي بانه يمثل الوطن وإرادة الشعب ورغباته دون سواه. لان وفقا لتشخيص الأكثرية في الساحة الأحوازية ان الصراع بين بعض المنظمات في الساحة الأحوازية هو بدوافع شخصية وتنظيمية ومراده حذف الآخر وليس ناتج عن طرف وطني والطرف الآخر غير وطني أو خائن.

٤- الكف عن  مهاجمة الدول العربية وأنظمتها من قبل البعض الأحوازي تحت اي ذريعة أو مبرر، خاصة تلك التي في مواجهة عدونا الأول وهو الإحتلال الفارسي، لان ذلك ليس شأننا ونحن لسنا معارضة لتلك الأنظمة حتى نوجه لهم النقد أو التهجم، وكذلك نحن لسنا أوصياء أو وكلاء على أعمالهم لان كل دولة لها أولوياتها ومصالحها وتحالفاتها، ولا يمكن أن نتوقع ان الدول تعمل وفقا لمفاهيمنا أو  تنطلق من مواقفنا ((الثورية)). ينبغي أن نرسم موقفنا وخطابنا الأحوازي تجاه الآخرين في ميزان درجة العلاقة لاي طرف مع عدونا، بمعنى اي طرف له علاقة حميمة أو مصلحة مع الإحتلال الفارسي تكتيكية كانت أو إستراتيجية يجب أن نبتعد عنه وعن التصفيق له، ونقف بجانب الجهات الإقليمية أو الدولية التي تواجه النظام الإيراني وسياساته إنطلاقا من منطق تضارب المصالح أو تقاطعها. وأهم من ذلك طاقاتنا وإمكانياتنا متواضعة ولا ترتقي إلى خلق أعداء لقضيتنا أو فتح جبهات نحن في غناء عنها.

٥- تحويل إدارة قناة “أحوازنا” إلى لجنة أحوازية وطنية مستقلة لا تنتمي إلى المنظمات السياسية الأحوازية، وبهذا نجنب القناة وهي بالتأكيد مكسب أحوازي كبير لمثل هكذا تداعيات وخسائر، وربما هذا الحدث يعرضها إلى توقف بثها بسبب ملكيتها وإدارتها من قبل المجموعة الأحوازية التي تم إعتقالها. تعمل اللجنة على إنتخاب مجلس إدارة للقناة من أوساط الشعب الأحوازي في المنفى وفقا لضوابط وطنية ومهنية وتضع خطة عمل شاملة تخدم القضية الأحوازية من منظار أوسع.

كلمة أخيرة لابد منها:

تمر المنطقة العربية والشرق الأوسط عامة بظروف إستثنائية وبمخاض عسير، سيولد من ذلك المخاض لا محالة واقع جديد، ستكون فيه أطراف خاسرة وأطراف أخرى رابحة، ولن تكون إيران في مأمن من تلك المتغيرات التي ستكون جوهرية ومصيرية بالنسبة لشعوب في جغرافيتها المصطنعة، وإذا لا نكون على مستوى الحدث في تشخيصنا للمرحلة وأهميتها وبالتكاتف من أجل إستثمارها بتخطيط واع ومسؤول، سنضيع الفرصة الآتية، وستلاحقنا جميعا وخاصة من وضع نفسه مسؤولا في هذه المرحلة الحرجة لعنة الشعب والأجيال القادمة، حيث لن تتكرر تلك الفرص والمتغيرات إلا بعد قرن أو أكثر. فهل سنكون على مستوى آلام شعبنا، أم ستبقى كل مجموعة فرحة وسعيدة بما لديها من أوهام أو وعود وأحلام وردية في مستقبل لا تساهم في صنعه.

15.02.2020

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: