لندن- مقع كارون الثقافي- حامد الكناني- ورد في كتاب “جزيرة خرج- من جزر الخليج العربي”، تأليف الدكتور مصطفى عبد القادر النجار و الدكتور محمد وصفي ابو مقلي.الصادر عام 1983 ما نصه: “سكن العرب جزيرة «خارج» منذ القدم، لكن أقدم الأخبار التي بين أيدينا عن حكامها العرب تعود الى عهد «هسبايوزين» (Hispaosines) بن سكدادون (Sagdadonacus) الذي استقل في حكم مملكة «ميسان» خاراسين منذ سنة ۱۲۹ ق. م. وكانت جزيرة «خارج» تابعة له . واستمر استقلال «میسان» (Mesene) ، حتى قيام أردشير بن بابك بتأسيس الدولة الساسانية سنة ٢٢٤ م فاستولى على ميسان ، وكان يحكمها يومئذ العرب الوافدون من عمان ولم تفقد جزيرة «خارج» طابعها العربي بسقوط دولة ميسان . بل ظل سكانها العرب في ديارهم. وجاءت اليهم قبائل عربية أخرى مثل الأزد .
فعندما قام العرب المسلمون بفتح الجزيرة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كانت الجزيرة عامرة بالعرب من الأزد الذين ظهر – في ظل الأسلام – قادة عظام ، مثل المهلب بن ابي صفرة الأزدي الذي كان قد ولد في جزيرة «خارج» قبل وفاة الرسول الكريم محمد (ص) بسنتين .. أما المهن التي كان يمتهنها سكان جزيرة خارج في ذلك الوقت فهي : صيد السمك ، والغوص على اللؤلؤ ، والتجارة البحرية وغير ذلك.”
وميسان [ميشان] من الحضارات الأحوازية القديمة التي كانت تقع ضمن حدود نهري دجلة والفرات في العراق غرباً ونهر كارون في الأحواز شرقاً ومن الجنوب تطل على شمال الخليج العربي وكانت مدينة خاراكس (المحمرة) تشكل مركزا للحكم وجزيرة خرج [خارك] كانت تعتبر البوابة التجارية وكان تاريخ نشأة الحضارة الميسانية عام 129 ق م واستمرت حتى سنة 225 بعد الميلاد، وعثر علماء الآثار على أسماء 23 من حكام ميسان الذين حكموا ميسان طيلة ثلاثة قرون ونصف القرن وكان أبرزهم الملك (هيس باو سينس). وحضارة ليمانيس التي أنشئت في نفس التاريخ في شرق نهر كارون وكانت عاصمتها مدينة الدورق (الفلاحية) وفيما كانت تتخذ ميسان من جزيرة خرج مركزا لتجارتها البحرية إتخذت اليمانيس جزيرة قيس (كيش) الواقعة أقصى الجنوب من الخليج العربي بوابة للتجارة. وفي عهد الحضارتين الأحوازيتّن حضارة ميسان وحضارة ليمانيس ظهر السيد المسيح، إذ أرسل رسوله لمملكتي ميسان وليمانيس، ودعى ملوكها لديانته فضلا عن رواج الديانة المندائية (الصابئة) في مملكة ميسان واعتماد اللغة المندائية لغة رسمية في هذه المملكة حتى سقوطها على يد الساسانيّن الفرس. (حيدري، 2007)
مملكة ميسان هي مملكة عربية قديمة شيدت بعد تفكك إمبراطورية الإسكندر المقدوني. كانت عاصمتها خاراكس في منطقة المحمرة حالياً، التي أسسها الملك (إسباوسينو) عام 127 ق.م الذي لقبه المؤرخ يوسفيوس بالعربي، امتدت شمالا حتى جنوب بابل في وسط العراق وعيلام جنوبا.كانت تشكل ميناء مهم على رأس الخليج العربي، حيث سيطرت على الملاحة في الخليج وفي شط العرب وأنهار الكارون ودجلة والفرات. وقد زارها الإمبراطور الروماني تراجان عام 116م وراى السفن تغادر منها إلى الهند, وكان لها قوة عسكرية مهمة حيث احتلت بابل وسيطرت على مناطق كثيرة وهزمت العيلاميين واحتلت مدينة عيلام نفسها. «أن السكان الأصليين في منطقة ميسان منذ أيام الامبراطورية الآشورية هم من الآراميين، والاميون في الدراسات الحديثة هم عرب الجزيرة العربية لذلك فأن سكان الأصليين لهذه المنطقة هم العرب، الذين استطاعوا أن يكونوا دولة عربية مستقلة في فترة الاخمينيين، تحكم نفسها بنفسها». (البكر، 1981) وقد عرفت هذه الدولة أیضا باسم عاصمتها خاركس، وتوجد اليوم جزيرة علی بعد 60 كيلو متر من ميناء ابوشهر، تعرف بجزيرة خرج [خارك] وهناك شبه اجماع على أن خاركس التاريخية هي مدينة المحمرة الحالية.حیث ذُكرت بهذة التسمية في كتب التاريخ والبلدان وإذا صح هذا یدل علی أنه كان یمتد نفوذ مملكة میسان علی طول الشریط الساحل الشرقي للخلیج (خصوصا ثمة بقیة آثار وقصور يعتقد أنها ترجع لهذه الحقبة منها قصر ابن سیسوان القریب من خور عبدالله الحالي ).
تنويه: لا يجوز نقل المقال او نقل جزء منه دون ذكر المصدر.
كارون الثقافي، موقع أحوازي حُر ومستقل- حامد الكناني 
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.