“أم غيداء وأبو غيداء” من رواد الاعلام الأحوازي،في ذكرى تأسيس إذاعة صوت الثورة الأحوازية.

3owaied_naisiتوصّل العالم الإيطالي “غوليلمو ماركوني” عام 1922م من صنع جهاز إرسال واستقبال للإشارات الإشعاعية عبر مسافات مختلفة والتي عرفت فيما بعد “بالبث الإذاعي” وذلك من خلال محطة إرسال و جهاز راديو لاستقبال الاشارات الصوتية المرسلة والتقاطها.

أنشأت أول اذاعة رسمية للبث الإذاعي من قبل شركة الإذاعة البريطانية في لندن عام 1922م و في ظل وجود خط التواصل المباشر والعلاقات السياسية و التجارية الوثيقة التي كانت تربط إمارة المحمرة بالعاصمة البريطانية لندن سرعان ما وصل

خبر هذا الانجاز العلمي و التطور التكنولوجي للأمير خزعل بن جابر أمير عربستان في تلك الفترة.

في ذلك العهد كان الحديث عن جهاز الراديو الناطق الذي تخرج منه أصوات الرجال والنساء و الموسيقى يعتبر ضرب من الجنون والكفر والالحاد لكن هذه التكنولوجيا الحديثة في وقتها سرعان ما أنتقلت من لندن إلى قصر الفيلية في المحمرة مباشرة.

 ومن دواعي الأسف الشديد أصبحت ممتلكات قصر الفيلية غنائم حرب لقوات القزاق العسكرية الغازية التي اجتاحت مدن عربستان ومنها مدينة المحمرة عام 1925م.

دون أدنى شك أن الشعراء الاحوازيين و خاصة الشعبيين منهم يعتبرون رواد الاعلام الاحوازي الذي اعتمد على القدرات الذاتية والامكانيات المتواضعة محاولا إثراء الشخصية الوطنية الاحوازية التي قهرت الصعاب وطوعت التحديات واستوعبت المستجدات الثقافية والفنية لخدمة شعب عربي مسالم لم يسجل التاريخ له أي عدوان على احد و زيّنت آثاره الفنية العيلامية معظم المتاحف الاروبية وقدم أبنائه من العلماء في المحمرة والدورق والحويزة والاحواز الخدمات الأدبية والثقافية للأدب العربي والعالمي. وتوالت شموع العطاء واستمرت الرحلة وتواصل هذا الشعب من جيل لجيل.

لم انسى إذاعة صوت الثورة الأحوازية التي أنطلقت في مثل هذه الأيام من عام 1982م من قبل الجبهة العربية لتحرير الاحواز وتأثيرها الإيجابي على أبناء شعبنا العربي الاحوازي،الشعب الذي كاد أن يفقد الثقة بنفسه حيث بدأت تظهر على النخبة من ابنائه علائم الاستسلام والتنازل عن الهوية العربية نتيجة التركيز الأعلامي الفارسي الذي استمر لخمسة عقود من حكم البهلوي مستهدفا الهوية العربية بقوة وذلك من أجل صهر هذا الشعب العربي في البوتقة الفارسية.

فأنطلقت إذاعة صوت الثورة الاحوازية والتي تعتبر أول أذاعة وطنية عبر الاثير تخص الشارع الاحوازي و تحكي همومه وتنقل معاناته و من أهم برامج هذه الاذاعة المتواضعة بامكانياتها و طول موجاتها والكبيرة بتأثيرها و سمو أهدافها كان برنامجا ثقافيا تحت عنوان “أبو غيداء وأم غيداء” كان البرنامج من اعداد وتقديم الاعلامي الاحوازي الاستاذ عويد نيسي أبو إبراهيم و زوجته المحترمة.

لا يمكن أن تغيب عن خاطري ملامح الاحوازيات عندما تستمع لصوت ماجدة احوازية يصل عبر الاثير،كان صوت المرأة الأحوازية يشد من عزيمة الرجال و يزيد من قوة النساء ويرفع المعنويات في مواجهة ظروف الحرب الصعبة التي فرضت على شعبنا (1980-1988م) وزادت من دمار وطننا وتركت بصماتها على البيئة والنسيج السكاني حتى هذه اللحظة.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وكأنني أسمع الصوت الجهوري لهذا الثنائي الاعلامي الاحوازي الرائع وتنفتح له أبواب قلبي، لان صوت “أبوغيداء وأم غيداء” عالق في ذهني.

في الختام أتقدم بتحية ود وتقدير وإحترام لجميع الاعلاميين الاحوازيين وتحية أخوية خاصة لرواد الاعلام الاحوازي ومنهم الماجدة الاحوازية أم غيداء والمعلم المناضل الأخ أبو غيداء.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: