حوار صحيفة حديث الاحرار التونسية مع المناضل الاحوازي هادي ابو محمد المطيري-(الجزء الأول والثاني)

بلاد العرب أوطاني وأحوازي عربي عنواني

حوار صحيفة حديث الاحرار التونسية مع المناضل الاحوازي هادي ابو محمد المطيري

وعي، فنضال، فسجن ،سجن فمنفى ،فمشفى.

هذه السلسلة النضالية لكل أحوازي ، حتما يمر بها ،ان قال لا،ان قارع الظلم ،إن وقف ضد العواصف الهوجاء الظالمة .

ان صرخ انا عربي  رافعا جبينه حد الشمس، شمس الحق العدل نستظيف المناضل الأحوازي  الأستاذ هادي المطيري أبومحمد من مواليد1957 ، نشأ في منطقة الطويجات،(الرويس )في مدينة المحمرة، في عائلة عربية قومية ناصرية. اعتقل لنشاطه  في أحداث الإربعاء الأسود. واعتقل ثانية سنة1992 ثم عام  2006 في الأحواز.

وجهت له تهم ، تصل عقوبتها الى الاعدام   .تمكن بعد ذلك، من الهروب الى العراق،سنة2009 ثم الى سوريا، وأخيرا الى هولندا.

 سنفتح معه أرشيف الذكريات والوطن  .بما فيها من جراح آلام،بما فيها من طموح وأحلام. بما فيها من أسفار وأحبار ، بما فيها من غموض وأسرار.

أهلا بك أستاذ شرفتنا أهلا ومرحبا شكرا على اتاحة الفرصة.

 وقفت في وجه الظلم ورفضت الانصياع فكان السجن مصيرك حدثنا عن هذه التجربة القاسية وماذا تركت في نفسك؟

 السلام عليكم ورحمته وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 نشأت في منطقة الطويجات (الرويس )،في مدينة المحمرة، على ضفاف شط العرب سنة1957  ,في عائلة عربية تحمل افكارا قومية, ناصرية ،قارعت الظلم ،بكافة السبل المتاحة  قتأثرت، منذ نعومة أظافري بهذه الافكار ،والتوجهات القومية  .دخلت المدرسة الإبتدائية ، فاكتشفت أن اللغة الفارسية ،هي لغة التعليم ،ولا شيئ غيرها. فكنت لا أستسيغ هذه اللغة، وهذا الوضع. وكانوا يستعملون الضرب المبرح ،والإهانات ،والعبارات الركيكة،المبتذلة لإهانة الطالب الأحوازي ،لأنه عربي وتواصل هذا الوضع حتى صف المتوسطة ،عندها صرت أحقد على الفرس. إذ انهم كانوا يفرضون كل شي بالقوة، حتى التكلم بلغة غير لغتنا .كانوايحرموننا من كافة حقوقنا  . ومن خلال حديث الأهل والمحيط ،اكتشفنا ان هؤلاء ليسوا سوى محتلين لبلدنا أتووا من خلف الجبال . فزاد عندي الوعي ,والشعور بالتمرد على قوانين المدرسة، ورفضت الإنصياع لأي شي يمليه،هؤلاء علينا .

وفي سن السادسة عشرة,  تعرفت على أحد الإخوة زميلي في الصف،والده محكوم عليه بالسجن ومن مناضلي جبهة تحرير عربستان ، فتأثرت به، وانخرطت معه في العمل السياسي،وكنا نوزع مناشيرجبهة تحرير عربستان، وكانت توعوية، وتحريضية ضد الإحتلال  وقد  خلق لي هذا العمل مشاكل في المدرسة. فواصلت دراستي للدبلوم وانقطعت.ثم التحقت بالعسكرية سنتين،وكنت أحاول ان أخرب المعدات، والمنشآت وأعمل ضد نظام الشاه.

وبعد خروجي من العسكرية  بأيام  سقط النظام ،سنة  1979وكنا نظن انه سيكون هناك انفراجا,وتغيرا في التعامل مع الأحوازيين فانخرطنا في الثورة مع الخميني.

 لم يكن هناك في ذلك الوقت الحرس الثوري،كان هناك مليشيات شريك جمهوري اسلامي، وكنت أعمل في مغفرعلى شط العرب، تأييدا للبيت الخاقاني، والمنظمة السياسية للشعب العربي في المحمرة. ولكن بعد نجاح الثورة بفترة بسيطة اكتشفنا انه، لا فرق بين نظام فارسي وآخر. وأن وعود الخميني كانت سرابا ،وأنهم عنصريون مهما اختلفت انظمتهم ،وعاد القمع أشد من قبل,والتنكيل والقتل .

وكانت مجزرة المحمرة في الاربعاء الاسود، فوقفت مع أهلي وقاومنا النظام  بكل ما نملك من سبل فوقع اعتقالي،   ثم افرج عني  بوساطة البيت الخاقاني بتعهد عدم المشاركة في أي عمل ضد الدولة. استمريت مع أخوة كثيرين  في النشاط ،وأسسنا أول تنظيم سري سنة1984  وهوحركة طلائع الثورة الاحوازية ثم توسع العمل أكثر،وزاد الوعي بضرورة العمل على تخليص الأحواز، من هذا الاحتلال ,فتأسست  حركة التجمع الناصري الاحوازي سنة1986 ,قد كانت تشمل العمل الميداني لإستقطاب الشباب ، لتوعيته وتنظيمه .

لم يكن أنذاك الاعلام متاحا،كان هناك تعتيم كامل على قضيتنا،فكان التحرك الميداني  في المدن معشور،الفلاحية،الخفاجية، كوت عبدالله، وكنا نقوم بالتعريف بالقضية،وبالتحريض حرض على الاحتلال،ونبين مخاطره وجرائمه.وكنا نخرج مظاهرات في كوت عبدالله، احيانا لاتتعدى الست اشخاص .  والحمدلله الآن زاد الوعي ,وصارت المظاهرات بالمئات، وأحيانا الآلاف. تم القاء القبض علي للمرة الثانية سنة1992 في الأحواز  ووجهت لي إحدى عشر تهمة ،منها  محاربة الله ورسوله ، الارتباط بالعراق، وتأسيس حركة إنفصالية بإسم التجمع الناصري، ووصلت العقوبة الى الاعدام   .تدخل أحد من اقاربي ،وهو عضو في مجلس الشورى ، الحاج علي المطوري ،وتوسط عند رئيس المخابرات  فلاحيان زمن رفسنجاني فخفف الحكم الى خمسة عشر سنة ،ولكن خرجت من السجن زمن خاتمي   سنة1999  خمس سنوات وكنت طيلة الوقت وأنا أوقع على حضوري، في ستاد خبري بالاحواز.

 ومنذ خروجنا من المحمرة،بسبب الحرب سكنا شمال مدينة الاحواز،في منطقة الباوية ب مدينة ويس ،حيث استمريت بالنشاط مع حزب الوفاق في طهران ، والتواصل مع الناس وفي الجامعات .

وكنت ناظرا على الانتخابات، في مدينة الاحوازكمندوب رسمي لنسحب البساط من العدو, لكي لا يتذرع العدو بأننا ضد الثورة.وكانت بمثابة تجربة مع العدو لاختبارنواياه لكن دون جدوى . ثم قامت الانتفاضة، سنة2005، فساهمت من خلال عملي في محل التصوير، بنشر المناشير والتقاط الصور, وصور الشهداء والمجازر,مع الأخ سعيد حميدان حاليا عضو في حركة النضال ثم قمنا بتأسيس لجنة لعوائل الشهداء لدعمهم بالاموال .

وفي2006  وقع القاء القبض عليّ ،مع سعيد حميدان و مجموعة باسم كتائب محي الدين آل ناصر,  واتهموني بالعمل العسكري، رغم ان عملي كان في الجانب الانساني،وقضيت اربع اشهر تحت أسوء انواع التعذيب ،في سجن انفرادي كانوا ينكلون بي، أشد التنكيل وكم من مرة يلبسونني بدلة الاعدام، ويضعون كيسا، على وجهي ورأسي، حتى ينالوا من معنوياتي وأثرت هذه المعاملة السيئة على صحتي .

ثم تمكنت من الخروج، بكفالة باهضة ما يقارب 120الف دولار،أي مليار ايراني. وتم اعدام تسعة من الرفاق.وكنت ممنوعا من السفر، طيلة اربع سنوات ،محروما من كافة الحقوق دون أي دخل ،ثم  تمكنت بعد ذلك من الهروب الى العراق،سنة2009 ومن ثم الى سوريا، ثم بعد سنة الى هولندا.هذا ملخص عن حياتي وتجربتي في السجن الذي تعرضت فيه الى أسوء انواع التعذيب النفسي ،والجسدي ولازالت آثاره الى الآن وأتعالج في مؤسسة هولنديةcentrum45، وأجريت عمليات عدة ولكن هذا لن يغير شيئا من قناعاتي «‏‏قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ‏ »  السجن أفضل من الخيانة ولازلت على نفس النهج والسجن وسام شرف ،عندما يكون في سبيل الوطن، معاناتي لا تساوي قطرة واحدة ،من دماء الشهداء الزكية من دماء الشهداء الأكرم منا جميعا.

 وسأواصل نشاطي الأعلامي ،والحقوقي، والسياسي .وأدعم القضايا العادلة  والثورة في مصر، وتونس وليييا، مع التحفظ على بعض الأشياء وأدعم الثورة السورية، والعراقية وسأظل جندي من جنود هذه الامة.

 لماذا خيرت ان تكون مستقل ولا تنتمي الى أي حزب او تنظيم ؟و ماهوتقييمك للعمل الحزبي عموما والتنظيمي خصوصا على الساحة الاحوازية؟

 اكثر التنظيمات،  كنت عضوا فيها وساهمت في تاسيسها  بشكل مباشر او غير مباشرفي 1982 . الاحزاب التي انضوت تحت الجبهة العربية،  كنا نعمل بالمحمرة،تحت مسمى حركة الجماهير، ومجاهدي الشعب العربي.

العمل الحزبي عموما ,او التنظيمي,هووسيلة لايصال صوت الشعب وطموحاته. وهذاالعمل يحتاج الى جهد، واخلاص ونضج. العمل الحزبي يحتاج الى  دراسة<حتى تتكون نخبة واعية، ومثقفة.

تجربتي السياسية  قرابة الستة والثلاثين سنة، ومع ذلك، خيرت عدم الانتماء الى أي تنظيم. لأستطيع التواصل مع الجميع ،بنفس المسافة والقدر.وأن أتوسط بعض الاحيان, لحل بعض الاشكالات .وان أنسق في بينهم .ونحاول أن نصل الى حل لمشاكل القضية.

 أحترم جهود كل التنظيمات، وعلاقتي بهم طيبة، إذ أنهم يزورونني في بيتي ,ونتناقش حول عديد النقاط.نحن كلنا ثوار، وأصحاب قضية الآن. الهم الأول والأخير ,هو إيصال صوت الشعب، وبعد التحرير، الشعب من يقرر، ومن ينتخب.

أكثر التنظيمات خدمت القضية,بالامكانيات القليلة المتاحة ,وأحيانا حتى من دخلها الخاص، وضحة بالكثير، من أجل إيصال القضية ،لكل المحافل الدولية.

حضرت مؤتمرات في ليبيا والمغرب في أي اطارتندرج وهل وقع التجاوب مع القضية الاحوازية وماذا حققت هذه الزيارة؟

بشكل ملموس  نعم، شاركت في عدة مؤتمرات لايصال صوت القضية الاحوازية، في المؤتمر القومي العربي 22 في لبنان سنة 2010 بعد دعوة من رئيس المؤتمرالدكتور “خير الله حسيب” مع أحد ر فاقي، وصلنا صوت الأحواز وقد حضر المؤتمر شخصيات مهمة، من المغرب وتونس واليمن . مع إخوة “قوميين”،”ناصريين”،و”بعثيين” وكانت أول مرة يتم التطرق الى القضية الاحوازية،وقضية تسليم الأحوازيين الى ايران وكما “يقول المثل الف صديق ولا عدو واحد”نحن بحاجة الى الدعم العربي بكافة أشكاله .

وكذلك وقع دعوتي الى مؤتمر في ليبيا. لانني ساندت الثورة الليبية .فكانت هذه الدعوة عرفانا بهذه المساندة, وكان هذا المؤتمر من أجل “استحقاق الدستورالليبي”. وقدحضرت شخصيات دولية وسفراء.وكان للمرة الأولى يتواجد أحوازي ،ويرفع العلم في المقر ويلقي خطابا عن الأحواز، أمام حضور غفير ورفيع المستوى.  وقد عرفوني بأنني عربي ايراني ،ولكنني رفضت هذا التعريف وقلت بانني “عربي أحوازي”، وأرضي محتلة من ايران. وشرحت معاناة الأحوازيين ,تحت الأحتلال فتفاعل الجميع مع الخطاب بعد ان كانوا يجهلون هذه القضية.

 وقد صافحني رئيس الحكومة الليبية انذاك “محمد المقريف”, وتفاعل بشكل ايجابي. وكذلك دعيت بالمغرب مهرجان تويزة التاسع ,من قبل الاخوة الامازيغ الذين دعوا من كل القوميات لهذا المؤتمر. وكنت العربي الوحيد الذي صعدت المنصة .وأصريت على القاء خطابي بجانب العلم المغربي ، واستمريت لمدة خمسة عشر دقيقة . شكرتهم على هذه الدعوة. وأعربت عن اعتزازي  بوجودي بالمغرب. والقائي الخطاب، وبجانبي العلم المغربي .وشكرت الاخوة الأمازيغ على هذه الدعوة .وتحدثت عن القضية الأحوازية، وعاتبت إخواني العرب، على تقصيرهم تجاه الأحوازيين.علينا كأحوازيين، ان نكون جميعا سفراء لقضيتنا  وأن نبلغ الرسالة. كما ان أي رسالة، لا تصل إلا عبر وفود ومبعوثين، فعلينا التحرك، واستغلال كل المؤتمرات، لإيصال صوت شعبنا  المظطهد.

 لجنة الحوار الوطني  لماذا انشأت وماهو هدفها؟وهل حققت اهدافا ام انها ظلت حبرا على ورق كعادة كل اللجان والمؤتمرات العربية؟

 انطلقت الفكرة من الخطابات ،التي تاتينا من الداخل وترجو توحيد الصف بين التنظيمات الأحوازية ،وجمعها تحت مظلة واحدة.كوّنا مجموعة  تضم بعضا من الإخوة والأخوات لإيماننا بدور المرأة ،(فالمرأة نصف المجتمع وهي الأم والزوجة والأخت). التقينا مع جميع التنظيمات وحددنا الأهداف والنقاط ،وقد وقع الأتفاق على ستة نقاط أولية منها : الإسم، العلم، الحدود، نوع المقاومة، ونوع الإرتباط مع الأيرانيين.  يعني إمكانية التعاطي مع الشعب الإيراني، ولكن  عدم التعاطي مع التنظيمات الأيرانية ،لانهم كلهم عنصريين وشوفينيين ،ووقع الإتفاق على هذه النقاط ، إلا فريقا واحدا أبدى تحفظه.

كان لابد من إيجاد  قيادة موحدة مشتركة لتجمع التنظيمات تحت مظلة واحدة، ويكون إنعقاد اللجنة بشكل دوري كل شهر . كان الجميع يرحب ولكن لا إنجازات على الارض. إذ ان التنافس طغى على العقول ،وكل يريد القيادة والزعامة.

استمرينا حوالي سنة ،ولم نحقق شيئا ملموسا الى الان، علينا ان ندعو الى مؤتمر  ترأسه لجنة محايدة، يلتقي الجميع وجها لوجه، لتطرح جميع الاشكالات والعوائق، ونسعى لحلها في كنف الوضوح والشفافية.

وقع اعدام ثلة من خيرة شباب الاحواز المثقف والواعي وسط صمت   بعض المؤسسات الحقوقية وادانات خجولة من بعضها الاخر برايك مالسبب؟ ، هل سيطر اللوبي الايراني على هذه المؤسسات بطريقته؟

 الاعدام مع الاسف بشكل شبه يومي، ويستهدف خيرة شباب الاحواز المثقف والواعي .من معلمين وكتاب وشعراء مثل الاخ “مالك بني تميم” سكرتير في محاكم الثورة  في 2007 الاخ “هادي راشدي” معلم وشاعر،والاخ “العموري” كذلك, ومن قبلهم “شهداء السفارة” وقائدهم كانوا من نخبة الاحواز ومثقفيها.

المقاومة حق مشروع لاي شعب بكافة السبل المتاحة بالقلم وبالمظاهرات ,وبالشعر, بالفن وغيرها ،أما صمت المؤسسات، او تجاهلها فهذا امر معروف ،لانها تتعرض لضغوط سياسية من اطراف عدة .ولاشك ان اللوبي الايراني من بين المؤثرين, على المؤسسات الدولية.

ولا يفوتني ان  اقول للاخوة العرب، وللحكام العرب “ان كنت تدري فهي مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم. . معظم الانظمة القائمة تقرييا جاءت بضوء اخضر امريكي.لا تحيد عن بيت الطاعة الغربي.

نظام الملالي نظام خدم الغرب واسرائيل بشكل لا مثيل له.ايران تغذي الفتن والانقسامات في المنطقة . وساعدت في الانقسام الفلسطيني الفلسطيني خدمة لاسرائيل التي استفادت من هذا الانقسام، لتعود اقوى.

النظام الصفوي والصهيوني ،وجهان لعملة واحدة.كذلك ما حدث في العراق وقبلها, حرب الثماني سنوات كان الهدف منها اضعاف العراق ,واستنفاذ طاقته وقدراته ,خدمة للغرب ولاسرائيل.ومن بعده سقوط بغداد واحتلال العراق في برنامج على قناة فضائية  قال”  “بني  صدر”اول رئيس جمهورية لايران  “امريكا حرضتنا على اسقاط صدام” كان في تنافس بين “ريغن وكارتر”على السلطة . فكان صراع لوبيات تدفع في اتجاه الحرب واقحمونا فيها،لان  اسقاط العراق كان ضمن المخطط   وبعد هذه الحرب الشعواء، وما تلاها من سقوطه واحتلاله وقع تسليم العراق، بعد هزيمة امريكا وانسحابها الى نظام الملالي ممثلا في المالكي .

الخميني طالما تغنى بتحرير فلسطين ,وان تحرير فلسطين يمر عبر كربلاء .فماذا فعلوا بالفلسطينيين الموجودين بالعراق, ذبحوهم وشردوهم.انه نظام دموي يعيش بالدماء ،لينمو ويتوسع وقد قالها الخميني “الحرب نعمة”.تصور كيف تكون الحرب نعمة؟

امريكا زرعت هذا البعبع فصارت العرب تتسلح خوفا من ايران, في حين ان ايران تتسلح من اجل الحفاظ على مصالح الغرب وتهديد العرب.وقد كان العراق حامي البوابة الشرقية ،وبعد ان سقط درع الامة توغلت ايران واستقوّت.

 الاربعاء الاسود مجزرة اقترفت في حق الأحوازيين وانت من الذين عايشها لو تحدثنا عن هذه الذكرى المؤلمة؟

 ما يسمى بالثورة الاسلامية ,لا تحمل من الاسلام شيئا. كان أملنا كبير, بعد التخلص من النظام الشاهنشاهي ,ان تعود الحقوق الى أصحابها ،وان تطبق فعلا معاني الاسلام. ولكن ما رأيناه هو حصول العكس.و”مجزرة الاربعاء الاسود” شاهدة على دموية هذا النظام الذي لا يحمل شيئا من الاسلام.وقد نفذت هذه الجريمة بايعاز من الخميني وبمعية “احمد مدني” محافظ الاحوازقائم مقام “علوي” ورئيس البحرية “خوشنام” وقد وقعت بالتعاون بين رجال دين خونة ,وخونة عرب.

استمر الهجوم ثلاث ايام بكافة انواع العتاد العسكري، وقد تصدى الشباب بصدور عارية .لم يرحموا احدا لا النساء ولا الاطفال، 400شهيد والاف الجرحى في الشوارع.

وقدعبرنا الشط ودخلنا للمنظمة  فهجموا على المنظمة السياسية بالرصاص الحي. كنا نهرب من مكان الى مكان. اول شهيد،على ما اذكر كان جبار ثامري .وكان عمره 19سنة،حاولت اسعافه ولكنه قضى بين يدي،لن انساه , كانت حتى السفن تقصف, والقوات الخاصة ترمي كل شيئ يتحرك. وكل ما سنحت الفرصة ،كانت الناس تحرق المؤسسات ,كردة فعل غاضبة على حرب الابادة هذه.والناس من المناطق الاخرى من عبادان جاؤوا لكسر الحصار على المحمرة،جاؤوا مشيا على الاقدام. ونحن من الضفة الثانية ،وعبرنا الجسر وكسرنا الحصار بصدور عارية استشهد تسعة وتحصنا بمسجد الصادق أسبوعا، ثم بعد أخذ و رد وتفاوض .أرادت الحكومة تهدئت الأمور فك الحصار .ولكن بدأووا بموجة الاعدامات العشوائية.

كانت مجازر مروعة استشهد رفاقي،وتمزقت اجسادهم بالرصاص الشهيد “شريف الناصري “جابر شهاب عريبي ابوحمدي” عبدالزهرة شريفات الحجي” محمد مزرعة بن حاج مريس” . هؤلاء رفاقي الذين سقطوا 1980,وخضبت يدي بدماءهم منهم زوج بنت خالتي كان اشلاءا ممزقة, حتى الدماغ مرمي على الارض . وكنا نهتف ونصيح سناخذ بثاركم ,وكنا قد فقدنا اعصابنا امام هول المشا هد وفضاعتها واتمنى ان يتحقق هذا الشي .

كان اكثر الشهداء من المحمرة واغلبهم من الشيعة. فايران لا تفرق بين الشيعي والشيعي ، اذ لماذا تدافع عن شيعة البحرين ،وتقتل شيعة الاحواز؟ فقط لانهم قوميين وتحرريين وعروبيين ضد الفرس الصفويين.

أجرموا بحقنا كثيراولكننا لن نستسلم، وسنظل شامخين كنخيل  الأحواز.لأننا أصحاب قضية، ولأننا على حق ووعد الله حق والنصر حق “وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”. فالنصر حتمي وان طال أمد الظلم.