يا أم الصبر والويل.. يا نخلة وعطشاً يا روح مسجونة.
هكذا يفتتح الشاعر فاضل الاحوازي ديوانه الجديد “المزيونة” مخاطباً حبيبته الاحوازية التي تقف شامخة كالجبل امام قهر المحتلين وطغيانهم, تواجه بثبات وعناد محاولات طمس هويتها العربية, مرابطة في خندق النضال والتحدي, بانتظار ساعة النصر وزوال هذا الكابوس الرهيب.
الاحوازي في هذا الديوان يستصرخ الضمائر, ويستنهض الهمم, مذكراً العرب بتلك القطعة العزيزة من ارض الامة “الاحواز” وهي تئن تحت وطأة الاحتلال البغيض, ومستعيداً بعض صور البطولة والفداء التي قدمها ابناء الاحواز الثائرين, فهم يقبلون حبال المشانق التي نصبها لهم المحتلون, ويستقبلون الموت مبتسمين, واثقين من النصر الذي سيأتي ذات يوم لا محالة.
وفي كثير من القصائد يتحدث الشاعر فاضل الاحوازي عن معاناته العميقة, والاسى الذي يغمر روحه وهو بعيد عن الوطن, محروم من رؤية أرضه وأهله واحبائه, تنعشه نسمة تأتي من الاحواز, فتحيي الامال في قلبه, وتعيد النبض الى الامنيات, وتتفتح الورود التي كادت تذبل وفي ذلك منتهى العشق للوطن, والذوبان فيه.
من قصيدة يا طيب هذا الطيب اخترنا هذه الابيات:
يا طيب هذا الطين ما ظن مثل كل طين
لا ينوجد بالارض لا يصح منه اثنين
معجون دم ودمع وآلام صار سنين
كم هايمن بالهوى من اجله معدومين
وكم عابثين بالبعد في حبه مجنونين
بالغربة ويا الحزن والآه متخاوين
شبان هذا الوطن للموت متحزمين
أحواز ملك العرب لن العرب طيبين
يا طيب هذا الشعب من طيب هذا الطين
/ غلاف الديوان
المصدر:صحيفة السياسة الكويتية
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.