لماذا أنا عُروبيٌ حدَّ النُخاعِ؟/بقلم:علي عبدالحسين

5435666زميلي الفارسي يستغربُ من تَمسكي بهويتي، حدَّ الدَهشةِ. فيطرحُ عليَّ سؤالاً جذرياً وهو في قمةِ الغَضبِ؛ لماذا أنتَ عُروبيٌ حدَّ النُخاعِ؟ ضحكتُ من فَورةِ غضبهِ ومن حيرتهِ وخوفهِ مني، وأجبتهُ؛ أنا تحررتُ من الاُطرِ الضيقةِ وأصبحتُ اُحبُ كلَ البشريةِ، وكلُ الأرضِ وطني. لم أحمل ضغينةً لأحدٍ او فئةٍ او قوميةٍ او بلدٍ. لكن رغمَ هذا الإنفتاحِ الكونيِ الرَحبِ العَميقِ جداً، أنني شديدُ التَمسكِ بعُروبتي إلى حُدودِ العِشقِ والشَهادةِ.

وسألَني زميلي الفارسيُ مَرةً اُخرى؛ وما هي الأسبابُ التي تجعلك عاشقاً لهويتكَ العربيةِ؟ رددتُ عليهِ؛ أولاً لانَّ اللهَ جلَّ وعلا خلقني عربياً، فتسليماً لمشيئةِ الله،ِ وحباً في صُنعه،ِ أجدُ نفسي عاشقاً لعُروبتي. فليس فوقَ اللهِ عقلٌ ولا قوةٌ أفضلَ تشخيصاً وعلماً بِما أحتاجهُ و يناسبني. فإذا اختارَ اللهُ شيئاً، ليس للناسِ والخلائقَ أجمعَ، مِن خيرةٍ بعدهُ، أبداً ومستحيلاً.

ثانياً أنني مسلمٌ ومؤمنٌ إن شاءَ اللهُ، والنبي المُرسلُ الأكرمُ عربيٌ وقرآنهُ عربيٌ وحضارتهُ عربيةٌ. فمِن بابِ العقيدةِ الروحيةِ المعنويةِ الصلبةِ، أجدُ لي فخراً وإعتزاراً وفهماً وعلماً كبيراً، لكوني آتٍ من صميمِ وصُلبِ تكوينة الديانةِ الإلهيةِ الإسلاميةِ. وهذا الأمرُ يجعلني أتمسكُ شدَّ التمسكِ بعُروبتي.

ثالثاً ان أبي واُمي ووطني وشعبي عربٌ. فوفاءً وحباً بأهلي اَجمعين، سأبقى عربياً قويَ العُروبةِ.

رابعاً إنّ اللغةَ العربيةَ التي هي مِن أكملَ وأوسعَ اللغاتِ هي لُغتي ، ولا أجدُ لُغةً اَعذبَ وافصلَ وأوسعَ وأكملَ منها.

وخامساً إنَّ اُلاُمةَ العربيةَ هي مِن الاُممِ العريقةِ الكبيرةِ المُؤثرةِ المُتحضرةِ على وجهِ المَعمورةِ، على الأقلَ في القُرونِ السالفةِ. إنّ الاُمةَ العربيةَ خيرٌ وأفضلُ وأعظمُ واكبرُ وأهدى رشداً، مِن كثيرٍ مِن الاُممِ فوقَ أرضِ اللهِ. وأنني أجدُ نفسي أخاً لكلِ العربِ وهم إخوتي وأخواتي. كلُ العربِ من الخليجِ للمحيطِ وهم بالملايينِ اَهلي وبنو دمي.

سادساً أنني لا اُحبُ ولا أتذوقُ ولا أستمتعُ بأدبٍ غيرَ الأدبِ العربي الغني الواسعِ العريقِ. فأنني ألقى روحي منقوشةً في مَعبدِ الأدبِ العربي المُقدسِ بألفِ الفِِ لونٍ وعطرٍ وعاطفةٍ وفكرٍ وحقيقةٍ. وسابعاً وأخيراً أنني أعشقُ العربَ والعُروبةَ لأنَّ حبيبتي وعشيقتي وسيدتي ونصفَ روحي وقلبي وعقلي وكياني عربيةٌ أصيلةٌ.

وإذ أكملتُ كلماتي وجدتُ صديقي الفارسيَ فاغرَ الثغرِ يابسا،ً تفوّهَ بعبارةٍ واحدةٍ متسائلاً؛ والقوميةُ الفارسيةُ؟ ضحكتُ متبسماً واَجبتهُ؛ القوميةُ الفارسيةُ حلوةٌ وعظيمةٌ ومجيدةٌ ومحترمةٌ لأهلها، لكن إعذرني فانني عربيٌ قُحٌ..قُحٌ وغيرُ فارسيٍ أصلاً وأبداً..أبدا…

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: