
لندن- موقع كارون الثقافي- أحيت الجالية الأحوازية في بريطانيا، يوم السبت الموافق 21 يونيو 2025، مناسبة وطنية تحت عنوان: “الأرض تنبض بدمائكم: يوم الشهيد الأحوازي”، وذلك في جامعة بيركبيك بالعاصمة البريطانية لندن.
شارك في هذه الندوة عدد من التنظيمات السياسية الأحوازية، بالإضافة إلى شخصيات من الشعوب غير الفارسية، ومستقلين ووجهاء من أبناء الجالية الأحوازية في بريطانيا. كما حضر المناسبة عدد من الضيوف القادمين من بلجيكا وهولندا، من الأحوازيين الذين جاؤوا لمشاركة إخوتهم في هذا اليوم الوطني، رغم الظروف الجوية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة في بريطانيا .
وعلى الرغم من حرارة الطقس، فقد شهدت الندوة حضورًا ملحوظًا من أبناء الجالية، تعبيرًا عن وفائهم لشهدائهم، وإجلالًا لمن ضحّى في سبيل القضية الأحوازية. يُحيي الأحوازيون هذه المناسبة سنويًا، تكريمًا للشهداء الذين يمثلون القدوة والمكانة الرفيعة في الذاكرة الوطنية الأحوازية.
إن لكل شهيد سجلًا حافلًا بالمواقف البطولية والإنسانية، غير أن معاناة الشهيد لا تنتهي عند استشهاده، بل تمتد لتطال أسرته التي تتعرض بعد ذلك لضغوطات ومضايقات أمنية، من ملاحقات ومراقبة إلى تعامل مهين في مختلف الدوائر الحكومية التابعة للسلطات الفارسية، كالتعليم والصحة وغيرها.
هذه السياسات القمعية توسّع من دائرة الغضب الشعبي والرغبة في مقاومة الاحتلال الفارسي، الذي جاء من مئات الكيلومترات لنهب ثروات الإقليم الأحوازي وإذلال شعبه لأكثر من قرن من الزمن.
لقد تم توجيه الدعوة لهذه الندوة من قبل عدد من التنظيمات الأحوازية في بريطانيا وأوروبا، حيث عبّر المشاركون عن موقف موحد ضد السياسات الاستعمارية، وأكدوا على تقاربهم وتضامنهم في وجه الاحتلال.
كما تناولت الكلمات جوانب متعددة من الواقع السياسي الإقليمي، لا سيما الحرب الدائرة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، وما ينتج عنها من مؤشرات تدل على قرب انهيار النظام الإيراني. وقد أشار المتحدثون إلى أهمية استغلال هذه اللحظة التاريخية، والعمل على تحقيق الأهداف الوطنية، وعلى رأسها السيادة الكاملة، أو على الأقل العودة إلى وضع الحكم الذاتي الذي كان قائمًا قبل عام 1925، على غرار النموذج الكردي في العراق.
كما شدّد الحضور على ضرورة بناء علاقات سياسية ودبلوماسية فاعلة مع الشعوب غير الفارسية والدول الإقليمية والمجتمع الدولي، بما يخدم تطلعات الشعب الأحوازي نحو الاستقلال أو الحكم الذاتي.
ورغم غياب عدد من العائلات بسبب حرارة الطقس وموسم السفر، فقد حققت الندوة نجاحًا ملحوظًا من حيث التنظيم والحضور، وشكّلت محطة هامة في مسيرة النضال الأحوازي.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.