مجزرة الأربعاء السوداء بمدينة المحمرة/حامد الكناني

المقدمة

بعد سقوط النظام الشاهنشاهي(الملكي) في إيران سنة 1979 اثر ثورة شعبية شاملة شاركت فيها الشعوب غير الفارسية بقوة، بأمل الحصول على أقل حقوقها داخل الخارطة الإيرانية ومنها الشعب العربي الأحوازي الذي عانى من مرارة العنصرية والاضطهاد القومي طيلة خمسة عقود من عمر النظام البهلوي، الأب(رضاخان) والأبن(محمدرضا). “فقد توجه انذاك وفدا يمثل 30 شخصية من مختلف شرائح وفئات الشعب العربي الأحوازي،وذلك بتوجيه من قيادته الروحية ممثلة بالشيخ الشبير الخاقاني الى طهران لعرض المطالب على الحكومة الايرانية وقد تضمنت تلك المطالب 12 مادة وهي مطالب الحد الادنى حتى انها لا ترتقي الى الحكم الذاتي”. (احمد) وهي:

“الاعتراف بالقومية العربية ، تشكيل مجلس محلي في المنطقة، تشكيل محاكم عربية ، اعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الأحواز واللغة الفارسية هي اللغة الرسمية في عموم ايران ، التدريس في المدارس باللغة العربية ، تأسيس الجامعات و التدريس فيها باللغة العربية ، حرية النشر و الإعلام و طبع الكتب و بث إذاعي من راديو وتلفيزيون ، أولوية التوظيف لأبناء المنطقة، اشتراك المواطنين العرب في الجيش و سلك الشرطة المحلية ، تخصيص قسط كاف من الموارد النفطية لاعمار المنطقة، تسمية المدن و القرى و جميع الأحياء بأسمائها التاريخية العربية و المشاركة في الحكومة المركزية” (مزيدي، 2014) وبالرغم من الرسالة الخطية التي كتبها الخميني بخط يده وتضمنت منح الشعب العربي الاحوازي كامل الحقوق القومية والسياسية في ظل دولة اسلامية تعددية لم يفي الخميني بوعوده وكانت النقمة الخمينية تزيد عن عدوانية النظام السابق فبدل الإيفاء بالوعود أرسل الخميني الادميرال احمد مدني لقمع النخب الثقافية والسياسية الاحوازية المتحصنة في المنظمة السياسية والمركز الثقافي بمدينة المحمرة عاصمة الأحواز قبل احتلالها سنة 1925.

أسباب اندلاع الأحداث

مع تزايد الوعي القومي في أوساط الشعب العربي الاحوازي شكلت جموع المستوطنين المسلحة مدعومة من الحكومة الإيرانية المركز الثقافي – العسكري للثوّار المسلمين في مقر الحرس الثوري بالمحمرة فقام هذا المركز بتحشيد شباب الفرس والعملاء من العرب وتدريبهم على استخدام السلاح والتوعية الثقافية المضادة للثقافة العربية وزرع بذور الحقد في نفوسهم ضد التنظيمات والقوى الوطنية الاحوازية. وكان المركز الموالي للحكومة يدعوا لاقامة الاعتصامات والاضراب عن الطعام والخروج للشوارع من أجل المطالبة باغلاق المراكز السياسية والثقافية التابعة للعرب واعتبارها تنظيمات غير رسمية وإنفصالية كما كان المركز يرفع التقارير تلو التقارير للحكومة الإيرانية ولاحمد مدني محافظ الاحواز وللخميني شخصيا يطالبهم فيها بانقاذ المستوطنين الفرس من العرب (الاحواز، 2007).

المستوطنين ودورهم التاريخي في قمع الشعب العربي الأحوازي

منذ الأيام الأولى للاحتلال الفارسي للاحواز توافدت مجموعات فارسية وغير فارسية على المدن الأحوازية، واستوطنت المدن العربية خاصة المدن التي شهدت صناعات النفط والغاز وبما أن هذه المجموعات المستوطنة مدعومة من الحكومات الإيرانية لأسباب قومية وسياسية وعنصرية، وفي ظل تهميش ممنهج للعنصر العربي، تمكن المستوطنين من السيطرة على المرافق الحيوية في الأحواز سيطرة كاملة وأصبحت مصالحهم مرتبطة بوجود المحتل وقبضته الفولاذية، كما أصبحت مطالب العرب باسترجاع جزءاً بسيطاً من حقوقهم المسلوبة تتعارض مع مصالح المستوطنين الفرس وغير الفرس لذا يشكلون خطراً على الأحوازيين ويعارضون مطالب العرب قبل السلطات. يذكر محمد الخاقاني وهو شاهد عيان أن لجوء العرب لتدشين مركزاً ثقافياً في مدينة المحمرة أثار حفيظة المستوطنين الفرس في هذه المدينة العربية المحتلة التي كانت عاصمة لامارة خليجية عربية حتى عام 1925م : “كانت مشكلة المحمرة تتعلق ببعض العرب الذين أسسوا ضمن حقهم الدستوري منظمة ثقافية عربية ومنظمة سياسية عربية، أحدهما تقع في بيت للشيخ خزعل امير المحمرة قبل الإحتلال الإيراني لها عام 1925، رأى الفرس الذين اسسوا بدورهم المنظمة الثقافية الفارسية في المقابل، بان المنظمة السياسية العربية تمثل استفزازا واضحا لمشاعرهم وأنها تجمع القوميين العرب، وانها تحتل احدى المباني الحكومية!!، وعندما سيرت المنظمة العربية مظاهرة في وسط المدينة اطلق الفرس النار على المظاهرة من مبنى المنظمة الثقافية الفارسية”

أحداث المجزرة

استفاق اهالي المحمرة عاصمة الشيخ خزعل بن جابر بعد نصف قرن من احتلالها على أصوات اطلاق النار المكَثف و الانفجارات و مزامير سيارات الإسعاف و السيارات العسكرية وانتشار القوات البحرية و الميليشيات الفارسية والموالية لهم من العرب المرتزقة في شوارع المدينة. كان ذلك في الصباح الباكر من يوم الأربعاء الثلاثون من مايو 1979م ، طوقت هذه القوات المراكز الثقافية و السياسية وتم اطلاق النار بشكل عشوائي على المارة و أصحاب المحلات و استشهد المئات على اثر ذلك. كما اغرقت القوات البحرية قوارب كانت تحمل العمال و الموظفين الذاهبين من منطقة كوت الشيخ إلى أعمالهم في الجانب الثاني من النهر وشط العرب وتم مداهمة المئات من المنازل من قبل الميليشيات و اعتقل المئات من الشباب العربي و كانت السيارات العسكرية تقوم بنقلهم إلى الشمال الاحوازي حيث مدينتي تستر و دزفول على بعد أكثر من 120 كيلو متر عن المحمرة. بعد الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة المحمرة والمجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات المسلحة الإيرانية والميليشيات المسلحة الفارسية والموالين للفرس من العرب حاول الاحوازيين تدويل قضيتهم ونشرت وكالات الانباء الأجنبية والاذاعات هذه الأحداث والمظلمة التي تعرض لها أبناء الشعب العربي في ربيع الثورة الإيرانية وعلى يد من يدعي الثورية والتغيير.

الحكومة تغدر بالشعب العربي الأعزل

وكان محافظ شمال الأحواز(خوزستان)،احمد مدني قد اجتمع مساء يوم الثلاثاء 28 مايو 1979 بالشيخ عيسى الخاقاني الذي عينه الخميني رسميا وكيلا عنه لحل الأزمة، في مبنى قائم مقامية المحمرة وكان علوي قائم المقام وحقاني رئيس البلدية وأثنان من المعممين الفرس، ديباجي والياسي ضمن المشاركين في هذا الاجتماع ، وأخبرهم مدني بصفته محافظ الأحواز بانتهاء الأزمة وأن الخميس سيشهد اليوم الأخير لهذه المشاكل إن شاء الله، وانتهت الجلسة في الساعة الثانية والنصف قبل الفجر.

” وفي الساعة الرابعة صباحاً أي بعد أقل من ساعتين، ومع اذان الفجر كانت كل مدينة المحمرة تحت مرمى نيران المدفعية من البحرية الإيرانية وإطلاق الرصاص الحي على كل من يتحرك فيها، وهجوم مكثف من قوات الجيش والحرس على المنظمات السياسية والثقافية العربية وقتل من فيها، مجزرة المحمرة هذه استمرت لثلاثة ايام انقطعت فيها المدينة عن العالم الخارجي وقد خلفت المجزرة أربع مئة قتيل أغلبهم لا يدرون لماذا قتلوا؟ وامتلأت المستشفيات بالجرحى، وقد عثر على أكثر من سبعين جثة طافية في شط العرب!!، كان يؤلمني جداً تذكر جثمان السيدة العجوز التي ادت صلاة الفجر وصعدت الى سطح البيت حيث التنور لتخبز لأبناءها فاصطادها قناص فارسي اهوج، وكذلك الطفل عباس بن صبري الذي يخرج قبل طلوع الشمس لغسل السيارات لمعاونة والده المعوق، حيث اخترقت جبهته رصاصة طائشة، جعلت والده المعوق طائش الفكر يجوب الشوارع بحثاً عن عباس ثم يقف مطرقاً ليخبر المارة ان عباس قد مات!.” (الخاقاني، 2013)

تقارير الصحافة

 وأثناء تلك الحملة العسكرية الهمجية كان يتواجد مراسل صحفي لمجلة (طهران مصوّر) وكان يغطّي الأحداث حينها وقد كتب يقول عن هذا الطفل وهو يرافقه في الإسعاف حتى وصوله للمستشفى، وقد روى ما حدث هذا المراسل عن ما كان قد حدث للطفل وأمه التي كانت قد أرهقها البكاء ولطمها على وجهها جرّاء ما حصل لابنها حيث قالت: عزيزي يا بني، من أين أتاك هذا المصاب؟ وهي تبكي وترى ابنها والدم يغطّى وجهه وجسمه، وأبو الطفل يحاول أن يرفع من معنويات الطفل و- من خلاله للأم – فيقول له:سوف تشفى غدا إِنشاء الله يا بني، كي ترجع وتلعب مع الأطفال، ولكن الطفل البريء تمر عليه لحظات صعبه وكأنه يقول لهما : إلى اللقاء يا أمي ويا أبتي، وعلى غير موعد يفارق الحياة، وتذرف دموع المراسل ويخرج من المستشفى. (رنجبر, 1979 م) أجرى مراسل وكالة أنباء رويترز مقابلة صحفية مع آية الله الخاقاني في المحمرة جاء فيها:” حذر الخاقاني من تدهور الأوضاع و قال أن الهجوم قد بدأ بعد أقل من نصف ساعة من المحادثات والتوافق مع جهات حكومية وأخرى مدعومة من الحكومة حيث هاجمت القوات الحكومية والميليشيات المسلحة بقيادة محافظ الاحواز سيد احمد مدني المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي والمركز الثقافي العربي في المحمرة وأكد الخاقاني على استعداده لمتابعة الحوار والتفاوض مرة اخرى في حال أن رغبة الحكومة في طهران وأضاف علينا تحقيق السلم والوصول الى السلام غير ذلك من الممكن أن تخرج الأوضاع عن السيطرة وتزداد الأمور أكثر دمارا”.وكالة انباء بارس، التقارير الخاصة،النشرة رقم: 1358/3/11 ،نقلا عن رويترز،ص10

اما اذاعة لندن قالت:” حذر الخاقاني من اتساع الأزمة وانفجار الاوضاع في حال عدم اقالة محافظ الاحواز احمد مدني.

من جانب آخر نشرت وكالة الانباء الفرنسية تقريرا مطولا نقلا عن أحد المقربين للشيخ الخاقاني أن المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي تنوي ارسال شكوى للأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم ولجنة القضاة الدولية ومقرها لندن تدعوهم للتحقيق في ملابسات المجازر التي ارتكبت ضد العرب العزل. وكالة انباء بارس، المصدر السابق،ص 10

شهود عيان على المجزرة

هناك العشرات من الشهود العيان من أبناء المحمرة وغيرها من المدن الأحوازية الذين عاشوا أحداث المحمرة سنة 1979 وكتبوا عن المجزرة ووثقوا شهاداتهم عبر الكتابة والتسجيل المصور ،ومنهم الدكتور محمد الشيخ عيسى الخاقاني: “كنت شاهد عيان على يوم الاربعاء الاسود في مدينة المحمرة، حيث استباحت القوات الايرانية المدججة بالسلاح الثقيل والخفيف المدينة من اطرافها الاربعة واطلقت النار على كل متحرك فيها وذلك في التاسع والعشرين من شهر آيار/مايو من عام 1979 للميلاد، وقد حفرت الاحداث بذكرياتها الاليمة اثراً في نفسي لا يمكن ان يمحى، لم يسعفني الحظ حينها ان اسجل ما جرى امامي آنذاك، فقد كنت اعيش دهشة تكّون التاريخ المضمخ بالدم وانا ابن الثامنة عشرة عاما، لدي بعض الوثائق التي تؤرخ لهذه الحادثة الاليمة واوجزها في ذكراها بما يلي:

– الخميني وعد الوفد العربي في طهران بتنفيذ كل المطالب المعروضة وقال انها مطالب حقه يستحقها الشعب.

– الخميني كلف الشيخ عيسى الخاقاني شقيق آية الله الخاقاني بالانابة عنه وعن الحوزة العلمية في مدينة قم لمتابعة هذا الملف.

– الشيخ عيسى طلب من الخميني اصدار امر رسمي بهذا الخصوص يدعم من مهمته، وقد صدر بيان يؤكد على ان الشيخ عيسى الخاقاني مكلف من قبل الخميني والحوزة العلمية في قم لمتابعة الازمة في المحمرة.

– أصدر الخاقاني بياناً رسمياً أوضح فيه المؤامرة وملابسات القضية وقد نشرته الصحف الإيرانية آنذاك.

– كما عقد الشيخ عيسى الخاقاني مؤتمراً صحفياً في طهران نشرت أغلب الصحف الإيرانية تفاصيل وملابسات الجريمة النكراء التي ارتكبت ضد الشعب العربي الاحوازي.

عودة مدني للمحمرة وارتكاب جريمة أخرى

بينما كان الشيخ عيسى الخاقاني في طهران يوضح الأمور ويكشف المستور عن دور الجنرال مدني الخياني في المحمرة، فاذا بالجنرال يغدر مرة اخرى بواسطة الجيش والحرس الثوري الذي أتى به من مناطق ومحافظات أخرى مرة أخرى وكان الهدف هذه المرة بيت الشيخ محمد طاهر الخاقاني، واستباح كذلك بيوت العرب، وحدثت مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات وامتلأت المستشفيات بالجرحى وقتل الاخ الغالي عباس صفاحي(فلز) والاخ عمران الذي جرح ونقل الى المستشفى لينفذ فيه حكم الاعدام، والاعزاء هم من حرس بيت الامام الخاقاني، وأخذ الشيخ الخاقاني المرجع المجتهد إلى جهة غير معلومة… بعد ذلك تبين أنه أسر ونكل به وبأهل بيته ومن ثم نقلوا بطائرة مروحية إلى دزفول ومنها إلى مدينة قم ليوضع تحت الإقامة الجبرية!!

مدني يزعم البطولة ومنع تحرير الأحواز

ثم أعلن الجنرال مدني القضاء على (الفتنة) في المحمرة وأنهم أبعدوا الشيخ الخاقاني عن المحمرة حتى لا يتعرض إلى الخطر!، وبعث برسالة إلى الخميني والمراجع والدولة الفارسية معلناً أنه قضى على مؤامرة لفصل المحمرة عن إيران!. وابتهجت بلاد فارس بمنقذها وأصبح المستوطن محمد جهان آراء الذي قاد الميليشيات المسلحة التي شكلها المستوطنين وشاركت بقتل العرب في المحمرة وعبادان سنة 1979 بطلاً قومياً بعد مقتله في الحرب الإيرانية-العراقية.

الوثائق تثبت استعدادات حكومية لارتكاب المجزرة

في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة اطلاعات الإيرانية خبر مفاده ان الحكومة الإيرانية دعت ممثلي الشعب العربي الاحوازي للتفاوض حول مطالبهم القومية (اطلاعات, 1358) كان الادميرال احمد مدني وبدوافع عنصرية فارسية يعد العدة لقمع الشعب العربي ومنعه من تحقيق أي مطلب قومي، “ارسل الادميرال احمد مدني بتاريخ 19 مايو 1979 برقية الى وزير الداخلية الايراني اصغر حاج سيد جوادي طالب فيها مراجعة رئيس الوزراء وقائد الاركان وباقي الجهات المسئولة في الدولة الايرانية بشكل عاجل وذلك من أجل ما وصفه في برقيته بوضع المنطقة الخاص والتصدي الحازم لأعداء الثورة في المنطقة ومنحه قيادة القوات الأرضية والجوية الموجودة في الاحواز بالاضافة الى قيادة القوة البحرية التي كان يتمتع بها من قبل حتى يتمكن من توظيفها في قمع العرب في المدن والارياف وعلى الحدود الاحوازية مع العراق.

[وثيقة رقم :114611 مركز دراسات والبحوث الحربية رقم 2/65 بتاريخ 29-02-1358 برقية محافظ الاحواز إلى وزير الداخلية].

مراجع الشيعة الفرس لا يدينون الجرائم الفارسية في الأحواز

انتقد المفاوض العربي الشيخ عيسى الخاقاني المكلف من قبل قائد الثورة الخميني والحكومة الإيرانية المؤقته، صمت مراجع الدين الشيعة من الجرائم البشعة التي ارتكبت ضد الشعب العربي الأحوازي الأعزل قائلاً:” في نهاية هذا الموضوع أنه مما يؤسف له أن جميع الآيات العظام لم يكلفوا خواطرهم ببعث برقية مواساة إلى المنطقة بسبب الأحداث الأخيرة، وبالطبع كان الناس يتوقعون منهم أكثر من ذلك”.

الخاقاني يرفض اعتذار الخميني

بعث الخميني الذي زعم براءته من المجازر التي ارتكبت ضد العرب في المحمرة، ابنه أحمد للاعتذار من الشيخ محمد طاهر الخاقاني وهو قيد الاقامة الجبرية بأوامر من الخميني نفسه بمدينة قم الإيرانية، لكن الخاقاني رفض الاعتذار مخاطباً أحمد الخميني: “أخبر أباك بأن موقفة سيطول معي أمام الله ورسوله يوم يعرض الناس عليه أجمعين”. وقد توفي آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني في منفاه بمدينة قم، أما الشيخ عيسى الخاقاني فقد تعرض لهجمة هوجاء من أجهزة النظام الإيراني الأمنية.

النظام يتهم احمد مدني بالعمالة لأمريكا!

وبعد استحواذ رجال الدين على السلطة في إيران وتصفية التيارات الليبرالية واليسارية الإيرانية وتنظيمات الشعوب غير الفارسية التي ساهمت وشاركت بشكل كبير أحداث ثورة عام 1979 والاطاحة بالنظام الملكي واستبداله بنظام جمهوري اسلامي، اقدمت مجموعة من اتباع الخميني من الطلاب على اقتحام السفارة الأمريكية في طهران تمهيداً لاجتثاث القوى السياسية المنافسة من خلال نشر وثائق تخوين مستخرجة من آرشيف السفارة الامريكية، الأمر الذي ادى إلى تجميد عمل رئيس الحكومة المؤقته، مهدي بازركان وعزله عن العمل السياسي، وهروب الرئيس الإيراني المنتخب ابو الحسن بني صدر واعتقال مجموعة من اعضاء حكومته واتهام الجنرال احمد مدني بالخيانة، حيث هرب مدني من إيران عام 1980 وعاش في ولاية كولورادو الأمريكية حتى أصيب فيها بمرض عضال ومات عام 2003م.
يرجئ الاشارة للمصدر عند النقل أو الاقتباس وشكراً

قائمة المصادر:

صحيفة اطلاعات, ص. (1358). للتفاوض, الحكومة الإيرانية دعت ممثلي الشعب العربي الاحوازي. اطلاعات, صحيفة، عددها الصادر21-01-1358, 3.

الجبهة العربية لتحرير الاحواز. (27 5, 2007). بمناسبة الذكرى السابعة والعشرون لأنتفاضة “الاربعاء السوداء”. تم الاسترداد من موقع البصرة: http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2007/0507/ahwaz_290507.htm

جابر احمد. (بلا تاريخ). صور وسطور من تاريخ نضال الشعب العربي الأهوازي. موقع دراسات الأهواز.

د.موسى مزيدي. (1 6, 2014). الاربعاء السوداء لم تغيب عن النخبة العربية في إيران. تم الاسترداد من https://arabic.alahwaz.info/?p=10340

جريدة رنجبر. (1979 م). آنچه در خرمشهر گذشت. طهران: العدد الثالث من إصدارات المنظمة الثورية الإيرانية.

محمد الشيخ عيسى الخاقاني. (29 5, 2013). صوت الأحواز. تم الاسترداد من اربعاء المحمرة الاسود… بالوثائق : https://alahwazvoice.com/index.php/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9/item/1959-2015-07-18-07-51-25.html

رأي واحد حول “مجزرة الأربعاء السوداء بمدينة المحمرة/حامد الكناني

اضافة لك

  1. أحسنتم النشر و جزيتم خيرا على هذا المقال الكامل و المفصل و لكن إذا ممكن لكم ترفقونه بالصور و الفيديو كي يكون موثق.
    و شكرا لكم

    إعجاب

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: