
هذه مجموعة قصائد و اناشيد وطنية كتبها الفقيد و الشاعر الوطني الأحوازي جبار العصمان الطائي في مناسبات و احداث احوازية محددة و من المستحيل ان يوافق النظام على طبعها و نشرها في الداخل و بهذا نضعها في متناول الجميع لاسيما أبناء الشعب الأحوازي و ندعوا فناني الاحواز من لديهم الامكانيات و المقدرة أن يعملوا فيديو كليب و أغاني وطنية من هذه الأشعار و الأناشيد …
قصيدة الأحواز/ للشاعر الفقيد الحاج جبار الطائي
أحواز يا بلد الأمجاد والقيم
من كل ضر وقاكَ الله والعدم
قد كنت ريعا وفي التاريخ منعطفا
لكل الخلود وحسن الصيت في الأمم 2
فيها سراجا مدى الأيام مشتعلا
للسائرين يُنير الدرب في الظُلَم
بشعبك الحر قد نالتك مكرمة
له المآثر عند العرب والعجم 3
يا شعب أحواز قد سجَّلت مفخرة
بأحرف النور في التاريخ من قدَم
منذ سالمتك يدُ الإسلام كنت لها
ظهراً قوياً وفيها غير مصطدم
عهد الخليل على الإسلام قد جُبلَت
لديك نفسٌ ولم تكرن إلى صنم 4
حتى نزول الأمين الروح منتدبا
أيا محمدٌ قم لله واستقم
قد طبت نفسا وفي الخلاق محتسبا
دون الإله ولم تجنح لمحتكم
فكنت للدين درعا واقيا وبه
تحمى الذمار بقلب غير منهزم 5
لما توارت جيوش الكفر وانهزمت
في القادسية خوف الحرب والخَ صم
جاءت تفدّ فيمافي البيد خائفة
بالذعر تطوى وعور الأرض في ألم 6
وقد أناخت لدى الأحواز ارحلها
والهرمزان من الإسلام في وَجَم
ما بين تيري ودلثٍ كان موضعها
عند المناذر بين السهل والأكم 7
قد استعانت قوى الإسلام حينئذٍ
بشعب أحواز طود العز والهمم
لما تراءى كلا الجمعين في ذلث
وقد ألحا وطيس الحرب نم ضرم
كانت بنو العم في المرصاد قاصفةً
على الأعادي ببركانٍ من ال حمَم
فطاردتهم بنو الأحواز إذ عبرت
نهر الدجيل فلول الشرك في سدم 8
وبعدما الخصم لم ينجز مهادئةً
قد كان فيها خداعاً مُبتغى السَّلَم
قد استمر بتنكيل العباد ولم
يرضخ لما قد أتى فيها ويلتزم
جاءت بنو العمَّ جيش الحق يصحبها
لنصرة الدين لم تهدأ ولم تنم 9
ثم استهانت عبور النهر واصطدمت
بالمشركين أحالتهم إلى رمم
قد فر ما قد تبَقَّى من فلول همُ
فطاردتها رجال الحق والشيم
برامَ هُرْمُزً في تستر وفي ايذَجٍ
دارت معارك في الأوهاد والأطم 10
فيها تداعت عروش الكفر وأرتطمت
بصخرة الذ ل عن عزٍ ولم تقم 11
فكان آخر حصنٍ عندهُ لجأتْ
عبادةُ النار في خوفٍ من النقَم
فذاك تستر لم يغن لمستترٍ
فاستملكتها جنود الحق والشمم 12
والهرمزان غدا في الأسر مرتهن
لكنَّه حاسر من شدَّ ة اللمم
بنو العروبة في الأحواز كان لهم
في النصر دور وعزمٌ غير منهدم
فيا رجالاً لدين الله جاهدة
رعاكم الله باري الذر والنسم
أحفاد قحطان أو عدنان كان لكم
عند الجهاد وفي المنجور والعلم 13
جهدٌ كبيرٌ وإيثارٌ وتضحية
لها الكرامة عند اللوح والقلم
أذقتم الكفر ذلاً من عزيمتكم
والإنجليز تهاوت عن ذرى السنم 14
لما رضا خان خان الدين عن جنفٍ
وقد توغل في الآثام واللَّمم 15
كشف الحجاب عتواً كان يقصدهُ
للمسلمين تراه غير محترم 16
ناجزتمو الرجس في حزم ومقدره
وعاد يضلع في الخسران و الند م 17
يا شعب أحواز هل تُغضى علي مضض
فالحاكم الله لا مستحدث النعم
في ذمة الله جد السير مقتنعا
حبل المتين وركن الله فاعصم
وصمَّم العزم لا تُثْنيك عارضة
في السير نحو المنى كن واثق القدم
لا تخضعنَّ على ظلمٍ ومجحفةٍ
الصمت إثمٌ فقم لله وانتقم 18
واستغن بالله لا تخضع إلى أحدٍ
سوى الإله لمَا أولاك من نعم
1-جاءت هذه القصيدة مرتبطةُ تاريخياً بلدور الذي قام به عرب الأحواز في نصرة الجيش الإسلامي في المنطقة وذلك بعد هزيمة الساسانيين في حرب القادسية ، وفيها إشارة إلى حرب هؤلاء العرب مع الإنجليز والتي سثميت بمعركة الجهاد وكذلك مقاومتهم الناجحة ضد بدعة كشف الحجاب من النساء من قبل رضا خان الهلوي.
2 . الربع: التل العالي أو كل فج أو طريق. أو الجبل الذي تهتدي به الناس.
3 . المآثر: المكارم.
4 . الركون: الخضوع والخنوع.
ملاحظة: كما نص في المجلد الثاني من الكامل في التاريخ لابن الأثير ، وذلك من الصفحة 222 إلى صفحة 225 ذكر الخبر عن فتح الأحواز ومناذر ونهر تيرى ورامز (رامهرمز) وأيذج (ايذه) وتستر(شوشتر) مامجملة أنه لما انهزم الهرمزان يوم القادسية وهو احد البيوتات السبعة في أهل فارس قصد شمال الأحواز (خوزستان) وقاتل بها من أراده وبعدها اتخذت جحافله مواضع لها بين نهر تيرى وذلك فوقتها استنجدت القيادة الإسلامية بعرب الأحواز والذين كانو يسكنونها قبل
الإسلام ويُعرفون بأبناء العم. وكان يتقدمهم آنذاك غالب الوائلي وكليب بن وائل الكلبي ، فلبوا أولئك العرب طلب القيادة الإسلامية بطرد الهرمزان وجيوشه عن أراضيهم فناجزوه وأوقعوا في عساكره خسائر فادحة ، فاضطر من جراء تلك المعركة أن يعبر نهر الدجيل نهر الكارون ويتخذ له مواضع شرق نهر الكارون وحينها أُبرمت اتفاقية مهادنة بين المتصارعين لكن الهرمزان سرعان ما نقض بنود تلك الاتفاقية وما نُسخ فيها وشرع إيذاء المسلمين وتنكيلهم ، فعندها عبرت الجيوش الإسلامية يصحبها بنو العم. وقامت معركة قاسية بين الجانبين كان النصر فيها حليف الإسلام ، ولذلك فر الهرمزان إلى مدينة رامز ومنها الى ايذج أي أيذه بالفارسية. من ثم إلى مدينة تستر والجيوش الإسلامية تطارده ، وكان آخر معقل اتخذه لحماية نفسه هي مدينة تستر. فحُوصر من قبل جيوش المسلمين واحتلت المدينة وقُبض على الهرمزان واعتُقل وأنتهت المعارك بفتح الأحواز من قبل المسلمين بعد تصفية جيوب المقاومة في السوس (عاصمة عيلام التاريخية) وذلك سنة 11 أو سنة 25 بعد الهجرة وفي كل هذه الحروب كان لعرب الأحواز دور متميز ووزن ارجح ومساهمة فعالة في القضاء على فلول المشركين سيما وأن أولئك العرب في حينها لم يكونوا مشركين أو كفرة أو عبدة أوثان بل كانوا يعتنقون الدين الإبراهيمي الحنيف ، حيث إن التاريخ لم يُشر إلى أي إشارة إلى تعرضهم للإسلام أو الوقوف أمام تياره الجارف ، بل كان وقوفهم دون الإسلام والذبّ عنه. وذلك في أول وهلة من تعرفهم عليه والتقائهم بقيادته ، كما أشرنا.
5 . الذمار: كل شئ يجب المحافظة عليه.
6 . الفد: السير بسرعة.
7 . الواجم: العبوس المطرق لشدة الحزن. والوجم هو السكوت على غيظ.
8 . الأكمة: المكان المرتفع والجبل –جمع آكام-: دلت ، مناذر: منطقتان قد تكونان قريبتان من نهر الكرخة الحالي والذي كان اسمه سلقا نهر تيري، ونهر تيري هو النهر الذي يكون شديد الجرية ، ومن معاني الدلث هي السريع من النوق أو مواضع القتال.
9. السدم: بمعنى الهم مع حزن أو غيظ مع ندم ، والدجيل هو اسم نهر الكارون في الماضى.
10. بنو العم: هم أولاد مالك من العبادلة من بني خزيمة من طي وهم العرب الذين كانو ينزلون قبل الإسلام في الأهواز.
11 . الأطم: الحصون المبنية من الحجارة والمرتفعة في نفس الوقت ، ايذج: هي مدينة أيذه الحالية ، الوهدة: الأرض المنخفضة – جمع أ وهد و وهاد و وهدان.
12 . ارتطم: ازدحم أو اصطدم.
13 .الشمم: العنفوان والعلو الارتفاع.
14 .اللمم: الداهية والمصيبة العظيمة.
12 . العلم: الجبل الطويل. وهو كناية أو تشبيه للجبل الذي وقعت فيه معركة المنجور وهو الجبل الذي سمى بعد المعركة بجبل الجهاد ، والتي وقعت بين عرب المنطقة والانجليز يوم الثاني من آذار 1912 ميلادي المصادف 1333 هجري قمري و 1293 هجرى شمسي.
والسنم والسنام: أعلى نقطة في كل شئ ، والذرى: هي النقطة التي تكون أعلى إرتفاع لكل شئ ، أيضاً. الجنف: المييل عن الحق نحو الباطل، اللمم، صغار الذنوب.
16 . عتوا: استكبا ا ر ويكون هذا الاستكبار متجاوز الحد.
17 . ناجزتموه بمعنى حاربتموه والمناجزه هي المحاربة ، الرجس: القذر ويقصد أو يُرمى من هذه العبارة وقد أطلقت على رضا خان وجلاوزته حينما تبنى موضوع كشف الحجاب عن النساء، والذي صمم هذا الأخير أن يُطَ ب قه على مسلمي إي ا رن خدمة لأسياده الأنجليز بغية الطعن في الدين والتزلف للاستعمار والمشركين ، لكنه عجز من فرض إراددته وذاك بواسطة ردود أفعل والتي تم يزت بمعركة المقاتيل وغيرها ، وبالرغم من أنه نجح فيما أراد في بقية بلاد إيران لكنه أضطر إلى التخلي عن هذه الظاهرة المقيتة واللآإسلامية واللآأخلاقية منطقة الأحواز وضواحيها دون غيرها وكما أشرنا وذلك لوقوف العرب الغياري المؤمنين بمبادئهم والمتأصلين بإسلامهم.
18 . المجحفة: المظلمة والجحف: هو الظلم والتعسف.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.