المعتقدات الدينية للحضارة العيلامية

لندن- موقع كارون الثقافي- هذه ترجمة عربية لمقال يعود للمؤرخ والناقد الحضاري، Sjur Cappelen Papazian ومنشور باللغة الانجليزية.

يمارس العيلاميون الشرك بالآلهة. كان خومبان هو اسم أهم إله ذكر في آلهة العيلامية. يبدو أن اسمه يعني “القائد” في اللغة العيلامية ، حيث أنه مشتق من الفعل العيلامي huba “to command”. تذكر معظم المصادر أن هومبان كان إله السماء ، على الرغم من وجود بعض المصادر التي تدعي أنه إله الأرض.

أشار العيلاميون أيضًا إلى هومبان بلقبه نابيرشا ، والذي أصبح في أوقات لاحقة الاسم الذي كان معروفًا به بشكل حصري تقريبًا. تم تسمية العديد من الملوك العيلاميين ، ومعظمهم من العصر العيلامي الجديد ، على شرف خومبان. تم تسمية أكثر من 20 ملكًا عيلاميًا على شرف هومبان (وهو ما يتفق مع حقيقة أن جميع حكام عيلام تقريبًا يحملون أسماءًا ثيوفورية).

في ديانة بلاد ما بين النهرين القديمة ، كان هومبابا (تهجئة آشورية) أو هواوا (تهجئة سومرية) ، أيضًا هومبابا الرهيب ، عملاقًا وحشيًا من عصر سحيق نشأ على يد أوتو ، الشمس. كان همبابا حارس غابة الأرز ، حيث كانت تعيش الآلهة ، بإرادة الإله إنليل ، الذي “جعل [همبابا] إرهابًا للبشر”. هو شقيق بازوزو وإنكي وابن حنبي.

ما يعادله السومري هو Anu. تم تسمية العديد من الملوك العيلاميين ، ومعظمهم من العصر العيلامي الجديد ، على شرف خومبان. كوماربي هو الإله الرئيسي للحوريين. هو ابن آنو (السماء) ، والد إله العاصفة تيشوب. تم التعرف عليه من قبل الحوريين مع السومري إنليل ، والأوغاريتيين مع إل.

كان ألو إلهًا بدائيًا في الأساطير الحورية. بعد تسع سنوات من الحكم ، هزم ابنه آنو Alalu. كما هزم ابن أنوس كوماربي والده ، وهزمه ابنه تيشوب أيضًا. أشار العلماء إلى أوجه التشابه بين أسطورة الخلق الحوري والقصة المأخوذة من الأساطير اليونانية لأورانوس وكرونوس وزيوس. هرب Alalu إلى العالم السفلي.

تم استعارة Alalu من الأساطير السامية وهي كلمة مركبة مكونة من مقالة تعريف سامية “Al” والإله السامي الأعلى “Alu”. حرف “u” في نهاية الكلمة هو إنهاء للإشارة إلى تصريف نحوي. وبالتالي ، قد تحدث “Alalu” أيضًا باسم “Alali” أو “Alala” اعتمادًا على موضع الكلمة في الجملة.

تم تحديد Alalu من قبل الإغريق على أنه Hypsistos. كما كان يُدعى Alalus. يُعتقد أنه استضاف “مضيفات السماء” ، العائلة الإلهية ، لأنه كان سلف الآلهة ، وربما أبو الأرض.

خومبان مع زوجته كيريشا (أو كيريشا) ، التي أصبحت في مرحلة ما أهم إلهة لعيلام ، احتلت المرتبة الثانية بعد زوجها خومبان ، وإله آخر ، إنشوشيناك ، أحد الآلهة الرئيسية للعيلاميين وحامي الإله. سوسة ، جزء من الثالوث الأعلى للآلامية العيلامية.

كيريشا ، التي تعني في اللغة العيلامية “الإلهة العظيمة” ، عُرفت لأول مرة باسم “سيدة ليان” – ميناء عيلامي على الخليج العربي (بالقرب من ميناء بوشهر الحالية ، إيران) ، حيث كانت هي وهومبان تمتلكان معبدًا شيدته همبان نومينا. في وقت لاحق (حوالي 1250 قبل الميلاد) بني لها معبد في زيقورات السوس.

كانت تُدعى غالبًا “العظيمة” أو “الأم الإلهية”. يبدو أنها كانت تُعبد في المقام الأول في جنوب عيلام ، حيث شغلت إلهة أخرى ، بينيكير ، منصبها في الشمال. في النهاية ، وبحلول عام 1800 قبل الميلاد ، اندمج الاثنان وأصبحت عبادة كيريشا تمارس أيضًا في سوسيانا. ( منطقة كيريشان الواقعة في جنوب غرب مدينة الأحواز اخذ اسمها من هذه الالهة العيلامية وتتكون من مفردتين: (كيريشا+ ايشان) والايشان  يعني التل باللغة العربيه)

كان همبان متزوجًا من الإلهة الأم بينيكير ، لكنه طلقها فيما بعد وتزوج مرة أخرى من الإلهة كيريشا. ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر تشير إلى أن كيريشا ربما كانت لقب بينيكير (مما جعل بينكير وكيريشا شخصًا واحدًا ونفس الشخص) ، في حين أن المصادر الأخرى تعتبرهم آلهة منفصلة اندمجت طوائفهم في النهاية (حوالي عام 1800 قبل الميلاد) .

إن مسألة بينكير مقابل كيريشا هي منطقة غامضة بعض الشيء ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنه لا يُعرف الكثير عن الديانة العيلامية بالإضافة إلى حقيقة أن اللغة العيلامية لم يتم فهمها بالكامل بعد من قبل اللغويين المعاصرين.

كان هذا اسم إله غامض ولكنه قديم جدًا في الديانة العيلامية. من غير المؤكد ما معنى اسمه في اللغة العيلامية. معظم المصادر تساويه مع الإله البابلي آنو ، لذلك لا بد أنه كان إله السماء.

هناك أيضًا مصادر (جميعها مشكوك فيها تقريبًا) تدعي أنه كان إله العالم السفلي ، ولكن من الواضح أن هذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.

من المحتمل أن يكون جابرو هو والد الإله هومبان وحل محله فيما بعد – وهذا يشبه إلى حد كبير نظيره البابلي آنو ، الذي تم استبداله في النهاية بابنه إنليل. لسوء الحظ ، لا شيء آخر معروف عن جابرو. (جابر وجبر وجبرو اسماء عربية تستخدم بكثرة في الأحواز والعراق والكويت وبلاد عربية اخرى).