
لم تكن ” أبو چلاچ ” ككل القرى بل و كأنها أخذت على عاتقها هموم شعب و آلامه كاملة فبعد بطولات إدعير البستان و صراعه سلطة الشاه و زمرته الأمنيين في أبو چلاچ لم يمر عقد حتى تستلم مجموعة شبابية أخرى زمام المبادرة هذه المرة لتنطلق مجددا، مطالبة حقوق شعب مسلوبة و ليختاروا طرق النشاط بتنوع أشكاله فمنهم من إنضم للأحزاب و التشكلات كإنضمام شبيل و جليل حمود عاصي الشرهان نهاية الستينيات و منهم من إختار الشعر سبيلا مثل جبار عصمان الطائي و معلقته ” أهواز ” أو خلف اليعقوب و رائعته الخالدة ” حى سلفنه “.
و آخرون من آمنوا بالآكاديمية و البحوث الإجتماعية على رأسهم الدكتور الراحل علي الطائي فكتابيه ” عرب خائن نيست ” و ” بحران هويت قومی در ایران” خیر شاهد علی ذلک..
و قد تجد بینهم من جرب کل هذه الأساليب و الطرق الشتى و أعني بذلك سعيد الجاسم العباسي أو من كان يكنى بين رفاقه ب ” أبو عرب ” و بين أهاليه ب ” أبو أحمد ” و الذي إتخذ من حي إرفيش معقلا لتشكيل نواة الحركة السياسية و أولى المنظمات الأحوازية فبعد كشف أسرار هذه الخلية من قبل السافاك و القبض على كوادر الحركة يضطر لمغادرة الا؛واز متجها نحو العراق و سوريا و جمهورية يمن الجنوبية ليساهم بشكل أو بآخر في الإطاحة بنظام الشاه و إستبداده راجعا أرض الوطن بداية الثمانينيات و مشاركا خيرة أبناء الأحواز في صياغة المواد و المطالب الوطنية المتقدمة ضمن المجموعة المسماة ” الوفد الثلاثيني “…
و بعد مجزرة الأربعاء السوداء، من قبل الجزار أحمد مدني لم يتراجع عن مواصلة نشاطه حيث أكمل دراسته الأكاديمية ليتخذ هذه المرة مسيرة شقيقه الدكتور عباس الطائي في الترجمة و التأليف ليصبح من رواد الأحوازيين في الترجمة من الفارسية للعربية عند ترجمته كتاب” أمير كبير قهرمان مبارزه با استعمار ” لرئيس جمهورية ايران آنذاك علي اكبر هاشمي رفسنجاني و نشره في بيروت و ذلك أوائل التسعينيات القرن الماضي .
و للحفاظ على ما تبقى من تراث شعبه إتجه في السنوات الأخيرة الى جمع الأمثال العربية كي ينشرها ضمن كتابه ” أمثال و حكم عربية و ما يعادلها بالفارسية ” ليغني به مكتبة الأحواز المعاصرة لكن إصابته بالفشل الكليوي و ما أتبعه من آلام حال دون إكمال هذه البحوثات و هذا الطريق حتى وافته المنية يوم الجمعة الماضي تاركا وراءه إرثا تاريخيا، سياسيا و ثقافيا حافلا و زاخرا فيحق أن نرثيه بصدق العبارات و نعزي شقيقه الأديب اللبيب الدكتور عباس الطائي و نشاركه هذا المصاب و إنا لله و إنا اليه راجعون…
*- ” أبو چلاچ “- قرية تابعة لمدينة البسيتين الواقعة غرب الأحواز والقريبة من الحدود العراقية.
المصدر : صفحة الناشط الأحوازي على الطائي على الفيسبوك.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.