مركز دراسات عربستان– الصورة اعلاه هي صورة عن وثيقة تعود لوزارة الخارجية الايرانية لعام 1906 و فيها تقرير لاحد مخبري إيران يخبر السلطات الفارسية عن حدث وقع في جزيرة هنيام العربية انذاك الجزيرة التي تطلق عليها السلطات الايرانية اسم “هنگام” والواقعة مقابل السواحل الجنوبية لجزيرة جسم (قشم) ، وتسكنها جالية كبيرة من العرب و كانت تابعه لقبيلة آل بوفلاسه وفي كتاب تاريخ عمان والجزيرة العربية وايران والهجرة العربية للدكتور محمد دشتى يذكر “أن جزيرة هنيام كانت مركزا لقبيلة بنى ياس العربيه والتى جاءت لدبى برئاسة الشيخ عبيد بن جمعة ثم خلفه ابنه احمد وقبائل من القواسم وبنى مره بندر او فرضه جيده بسواحل هادئه لرسو السفن التجاريه والبوارج العسكريه وترتبط بجميع بنادر المنطقة من الكويت الى البحريين والبصره والمحمره ودبى وبندر عباس وسواحل عمان يمكن مشاهدة سواحل مسقط وعمان والجزر المجاوره من مرتفاعتها اذا كان الجو صحوا وجزيرة مهمه ذات استراتيجيه عسكريه كقاعده بحرية مكشوفه يصعب الدفاع عنها اذا هوجمت بقوة بحريه يبلغ ارتفاع مرتفاعتها الصخريه ثلاثمائه وخمسين قدما حرارتها مرتفعه جدا فى فصل الصيف فى الاشهر من اكتوبر حتى نوفمبر تسقط فيها الامطار الغزيرة بحيث يعيش الاهالى بثلاث مناطق هضبيه مرتفعه نسبيا وهذه المناطق هى مركز محطه التلغراف ومبانيها التى اسسها الانجليز على الهضبه المشرفه على البحر من الطرف الشمالى”.
اما الوثيقة وهي مرسلة من قبل وزارة الجمارك والبريد إلى وزارة الخارجية الإيرانية في التاسع من شهر جانواري من عام 1906 وتقول أن في هذا اليوم اقتربت سفينة سلطان عمان الخاصة من الجزيرة و كان على متنها السلطان فذهب احد موظفي دائرة البريد والمقيم في الجزيرة للترحيب بالسلطان لكن سلطان عمان استغرب من وجود الموظف الفارسي و تسائل وقال:هذه الجزيرة تابعة لمن؟ وهذا العلم يعود لأي دولة؟ وفي المساء هاجم مكتب البريد الإيراني حوالي مائة وخمسون عربي جائوا بسفن ومنهم سبعون شخصا كانوا مسلحین و انزلوا العلم الايراني من على دائرة البريد بعد ما مزقوه برصاص بنادقهم حسب ما جاء في الوثيقة.
حكى لي صديق مغربي عن الجزر المتنازع عليها بين إسبانيا و المغرب حيث يعتبر ملف هذه الجزر من الملفات العالقة و الشائكة بين الدولتين منذ عقود طويلة و يطفو إلى السطح كلما وقعت أقدام المغاربة على تلك الجزر ورفع العلم المغربي هناك حتى يتذكر العالم وكل من نسي الأمرعلى أن هذه الجزر هي جزء لا يتجزأ من التراب المغربي وحينها تذكرت هذه الوثيقة الهامه و وموقف فيصل بن تركي بن سعيد سلطان عمان (1864 – 15 أكتوبر 1913) وموقفه الشجاع من بوادر احتلال إيراني لجزر عربية و التصدي لهذا الوجود أنذاك وحاولت أن اقارن مابين سلاطين وشيوخ أيام زمان وشيوخ وسلاطين اليوم لكنني سرعان ما تراجعت لأن من الواضح انني لم اصل الى أي نتيجة سوا المزيد من التشائم أزاء مواقف السلاطين والشيوخ العرب المتخاذلين عن قضايا العرب وعلى رأسهم شيوخ الخليج الذين يمولون ويدفعون الأموال ويستقبلون العنصريين من الفرس بقصورهم وفي مجالسهم الخاصة متناسين أن هولاء لا يختلفون عن من هم في السلطة في طهران اليوم.
بحثت في الغوغل عن جزيرة هنيام العربية من أجل جمع المعلومة و الوثائق حول هذه الجزيرة ولم أجد افضل من ما قدمه الاستاذ جلال الهارون حول هذه الجزيرة وتاريخها لذلك وجدت من المفيد أن ادرج هنا هذا الفيديو الذي يشرح فيه الاستاذ الهارون تاريخ جزيرة هنيام و موقعها الهام.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.