العلاج بالكي “الچوي” من الطب الشعبي في الاحواز

العلاج بالكي او “الچوي” كما يطلق عليه باللهجة الاحوازية بجانب “الوخز بالأبر” و”الاعشاب” و”الحجامة” و”الخل” وحتى “العطابة” يعتبر من أشهر أنواع الطب الشعبي والذي نجده يستخدم من قبل كبار السن خاصة في المناطق الشمالية من الاحواز وذلك لمعالجة بعض الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن معالجتها ومنها المرض المسمى ب”عرج النسا “عند العرب. و أما تعريف الكي وحسب ما ذكره العلامة ابن المنظور: «الكَيُّ: معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها، كواه كَيّا.

والكَيَّةُ: موضع الكَيِّ. والكاوِياء: مِيسَمٌ يُكْوَى به. واكْتَوَى الرجل يَكْتَوِي اكْتِواء: استعمل الكَيَّ. الرجل: طلب أَن يُكْوَى. والكَوَّاء: فَعَّال من الكاوِي.

يقول صلى الله عليه وسلم ” ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب ألما و أنا أكره الكي و لا أحبه “.(صحيح) انظر حديث رقم: 3026 في صحيح الجامع.»

هناك العديد من الاطباء الشعبيين كانوا ولا يزالون يمارسون هذه المهنة في مختلف مناطق الاحواز وحسب علمي كان “بخور الحاتم” رحمة الله عليه يعد من أبرز وأشهر الاطباء الشعبيين في منطقة البسيتين والذي كان يسكن على ضفاف نهر الكرخة في منطقة “ابوچلاچ” وأما جارته الطبيبة الشعبية “الحجية عفراء” رحمة الله علیها وهي جدة الأخ رسول موشر،کانت طبيبة شعبية مختصة بمعالجة الأطفال خاصة الرضع منهم والتي وصل صيتها خارج منطقة البسيتين حيث كان يتوافد الناس على قرية”ابو چلاج” من مدن احوازية اخرى وذلك لمعالجة الأطفال و أما “الطبيب الشعبي “بخور الحاتم” كان مختصا بامراض العظام والكسور والعمود الفقرى ،كما كان يأتي لمنزله بعض الرياضيين الكبار ومنهم الرياضي الاحوازي وعضو الفريق الوطني الايراني لكرة القدم في النصف الثاني من السبعينيات من القرن الماضي “حبيب شريفي”.

ما دفعني لنشر هذا الفيديو(ادناه) مع هذه المقدمة هو سوء الفهم الذي حصل للكثير من الأجانب عند مشاهدتهم لهذا الفيديو وهو مشهد من عملية”الكي” لمعالجة رجل طفل عربي واعتقد في المملكة العربية السعودية والذي اعتبر من قبل الاجانب مشهد تعذيب لطفل عربي و روّجوا له على انه عقاب وسوء تعامل لدى العرب مع شديد الأسف،في حين هذا النوع من الطب الشعبي موجود في الصين ويعرف بأسم “الميسم” وأما العلاج بوخز الأبر يسمى في الصين ب”الماندرين”.