الشهيد ستار الصياحي رائد الإهزوجة الاحوازية الثورية/ بقلم:علي نعمة الأحوازي

45678موقع كارون الثقافي| متابعات| مجلة الأحواز الأسبوعية- التحرير، لطالما سمعنا هذه المفردة مراراً وتكراراً من الكثيرين و إنها أصبحت سهلة الإستعمال من قبل بعض ممَن يستعملونها دون أن يعرفوا أهميتها .لهذه المفردة معاني عديدة و لكن ما أقصده أنا هي تلك العملية التي من خلآلها تتخلص البلدان المحتلة من ألإحتلال الأجنبي الذي سلب سيادتها لكي تصبح حرة و مستقلة . إن تحرير اي بلد مُحتل من دنس الإحتلال أمراًصعباً للغاية و يتطلب شتئ أنواع الكفاح كألكفاح الثقافي و الفكري و الإجتماعي و العسكري والسياسي … فعند ما نريد أن نُحرر وطن علينا أن ندرس المعوقات التي تمنع الوصول لهذه الغاية النبيلة ، من هذه المعوقات التي تمنع نجاح التحرير هو الجهل الطائفي و ثم الجهل القَبلي و كما نعرف كان للجهل القَبلي دور واضح بإحتلال الأحواز و كان أيضًا الجهل الطائفي المذهبي سببًا اساسيًا بهذه النكبة و إن كل إحتلال يدوم مع ديمومة الجهل و لإستمرار الجهل عوامل كثيرة منها هيمنة الخوف على عقول الناس .الأنظمة التي تحتل البلدان تبني من خلال البطش والقتل و الإجرام حاجز خوف رصين يمنع الشعوب من النهوض و الكفاح ضد السلطة الأجنبية التي تظلمهم و تنكل بهم.
ذكرت في مقال سابق عن دور الشعر في المجتمع العربي فنحن رأينا كيف كان للشعر تأثير قوي علئ كسر حاجز الخوف في الأحواز و من الشعراء الذين كان مقدامًا بهذا المجال هو الشهيد ستار أبا سرور الصياحي .

ولد الشهيد ستار في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر عام ١٩٧٥ م في منطقة البسيتين الاحوازية (1975/12/29) و هاجرت عائلته بسبب الحرب الإيرانية علئ العراق إلى مدينة الأحواز و هو لم يتجاوز السنة السادسة من عمره و إستقرت في منطقة العبارة أو مشعلي.
سُجن ستار عدة مرات و تعرض للتعذيب بسبب شجاعته بكتابة الشعر و أرادت السلطة الإيرانية أن تمنعه من قول الشعر في المحافل الشعبية التي كانت تقام بسبب شجاعة أشعاره الحماسية التي كانت تحث الشعب علئ الثورة والتي كان لها دور واضح بتوعية المجتمع ولكن حاشا لصوت الحق أن ينخفض .
كان لإستبسال ستار الدور الأعظم في كسر حاجز الخوف و إزالة هيمنة الذعر من عقول الناس
ستار لم يكن شاعراً عاديًا و إنما كان أستاذا فذا بكتابة الشعر كتب الشعر المُجنس الذي يُكتب بالجناس التام كالأبوذية و الهات و الميمر و العتاب و الموال و كانت له قصائد عصماء و ممتازة ولكنه إشتهر بكتابة الإهزوجة الأحوازية .

( الإهزوجة الأحوازية )

تسمئ الأشعار الحماسية في الأحواز التي تُنشَد في الحروب و الأعراس و في مراسم تششيع الرجال بعدة اسماء ، الإسم الأول هو الهوسة.
نستطيع أن ننسب هذه المفردة لعدة مصادر منها
هَوَّسَ الشيءَ : اي دَقَّه أو هاسَ الأرض :اي دقَّها
ونحن نرئ في الاهازيج الاحوازية الحماسية كيف الرجل يدق الارض برجله و بإيقاع معين و جماعي يتطابق مع الشعر وكأنه يريد أن يهوس الأرض من شدة الحماس

(الجزلة أو اليزلة )

تسمئ الإهزوحة في الأحواز بالجزلة أو اليزلة أيضا ، فالعرب عند ما كانوا يقولون (جَزُلَ اللَّفْظُ )يقصدون بأنه اِسْتَحْكَمَتْ قُوَّتُهُ وعند ما يريدون ان يمتدحون خطيبا يقولون عنه (جَزُلَ الخَطِيبُ) أو( جَزُلَ فلانٌ )أي صَارَ ذَا رَأْيٍ جَيِّدٍ و مُحْكَمٍ و لهذا في الأحواز ينعتون الإهزوجة و الأشعار الحماسة التي تحمل في مضمونها الحكمة و الحماس بالجزلة وتُنعت القصيدة الجيدة أيضا في دول الخليج العربي بأنها قصيدةٌ جَزلة و كما نعرف بأن الأحواز هي جزء لا يتجزأ من منطقة الخليج العربي و هي مرتبطة ارتباط ثقافي و شعبي و جغرافي و لها موروث مشترك مع أهلها في الخليج العربي.
تُكتب الهوسة أو الجزلة الأحوازية على وزن الكثير من البحور الشعرية كألهزج و الرَمَل و الوافر ، تتشكل الإهزوجة من ثلاثة أشطر و تنتهي بشطر له إيقاع من إيقاعات بحر الخبب أو المتدارك يُنبئ بإلإخبار عن مغزئ و زبدة الحديث و المقصود في الأشطر الثلاث السابقة هذه نبذة قصيرة عن معنى و كيفية كتابة الاهزوجة الاحوازية.

(إختلاف الهوسة أو الجزلة الأحوازية عن أهازيج البلدان المجاورة للأحواز )

تُستَخدَم الأهازيج كما ذكرت عادةً في أثناء العمل و حصاد المحصول و تؤدئ في الأعراس و الأفراح و في مراسم تشييع الرجال و تسمئ في الشام والعراق و الاحواز بالعراضة و في السعودية و دول الخليج العربي و اليمن بالعرضة ولها نوع آخر يسمئ الشيلة و يكتب الشاعر هذه الأشعار لغرض تمجيد قبيلته أو شيخها و يكتبها و يمجد بها كل من يدفع له المال أيضا ، ولكن كتابة الأهازيج اختلفت بعد إحتلال الأحواز من ما كانت عليه قبل الإحتلال بسبب إندلاع الثورات التي كانت تنطلق ضد الإحتلال الفارسي الذي لطالما سعئ لطمس الهوية العربية و لتفريس الشعب العربي الأحوازي لغرض تسهيل السيطرة على أرضه و ثرواته و من ضمن الموروث الشعبي الذي ساهم مساهمة كبيرة بالحفاظ على عروبة الأحواز و شعبها الأبي هو الشعر و على وجه التحديد الهوسة أو الجزلة، أبعدوا شعراء الأحواز الإهزوجة الاحوازية عن طابعها القَبلي و التمجيدي لكي تكون هي تلك الفرس الأصيلة التي صالت و جالت في ميادين المواجهة و واجهوا بها الثوار الرصاص الحي و هذا هو واجب الشاعر إن كان حرا، فإن الشاعر الحر لا يسير خلف مصالح شخصية و إنما هو يفدي نفسه من أجل المضطهدين و من أجل حرية و عزة شعبه و وطنه.

أبدع الشهيد ستار ابو سرور بكتابة الإهزوجة وكان له لون خاص و طريقة مميزة بكتابة الإهزوجة و الإهزوجة (الكرخاوية) هي من إبداعاته التي لها نمط و لحن مميز عن غيرها من الاهازيج. تميزت الأهزوجة الكرخاوية بسلاستها و جمال لحنها و اخذت حيزًا كبيراً من الإهتمام في الأحواز و لم يستعملها الشهيد ستار إلا في الشعر الثوري .

إستشهد ستار في يوم الإثنين، الثاني عشر من نوفمبر لعام الفين و إثني عشر 2012/11/12 بعد خروجه من سجن السلطات الإيرانية الإرهابية مباشرةً نتيجةً لتزريق السم بواسطة حقنة قاتلة على الطريقة المعروفة التي تستعملها الأنظمة الديكتاتورية و منعت هذه الدولة الإرهابية فحص جثمانه و أرادت أن تدفنه بسر و في ليلة ظلماء ولكن هب الشعب الاحوازي منتفضا ليعاهد ستار الصياحي بأنه مستمر بالكفاح و النضال ، حصلت مواجهات شديدة و واجهوا مناضلين الاحواز الرصاص الحي بصدور عارية و خالية من الخوف مرددين أهازيج ستار الحماسية، فكان ستار في حياته و استشهاده كاسرا لحاجز الخوف الذي كان رصيناً و أصبح هزيلاً و مهزوزاً .

لكم نماذج من أشعار الشهيد ستار ابو سرور الثورية

إحنإ من أصل العروبة إحنإ مو مستعربين
و نفتخر بين الأماجد من نقول احوازيين
للبطل ما نطخ هامة وحق سيد المرسلين

(الحق خاوانإ و خاوينآ)

يرد ستار على بعض جُهال و أغبياء العرب الذين يعتبرون الاحواز إيرانية و على عنصريين الفرس الذين ينعتون اهل الأحواز بعرب اللسان( عرب زبان) و ينكرون عروبة الاحواز الجغرافية و التاريخية و ديموغرافيتها الأصلية و يقول مفتخراً في البيت الأول.
نحن من أصل العروبة ، نحن لسنا مستعربين وإنما نحن عرب و يرجع نسبنا لعدنان و قحطان و نحن سكان هذه الأرض منذ الحضارات القديمة

و نفتخر بوطننا الاحواز كما نفتخر بعروبتنا

و يقول في البيت الثالث ، إننا لا نحني الرؤوس أمام الباطل ( الإحتلال الايراني) و يقسم بسيد المرسلين بأن الحق أخونا ونحن إخوانه المخلصين الاوفياء و هنا يقصد بالحق القضية الاحوازية

(الحق خاوانا و خاويناه)

بأوراق الحقايق روح يألما تقبل انتّ اقرا
تعلإ الباطل إتشوفه علئ الحق مو فرد مرة
لكن كل ما حِضرنإ احنه و تهلهل قامت السمرة
( الحق عل باطل علينا)

يقول ستار في هذه الاهزوجة لمن ينكر مجد العرب ، إذهب و إقراء بأوراق الحقائق و سوف ترى في التاريخ بأن الباطل كاد أن يتغلب على الحق أكثر من مرة ولكن عند ما كنا نحن العرب نحضر النزال كنا نجعل الحق هو الغالب

گلتلک یألخصم مرات بالک لاتزامطنه
تنَدَم قبلک الزامط و طبعاً بكإ و کظ إذنه
إحنإ الشر فلا نهواه بس إبیوم هوسنإ

(الشر من یجبل نتلگآ)

يقول الشاعر صفي الدين الحلي في قصيدته المعرفة

إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً
أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا،
خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا

توجد في أبيات الشاعر صفي الدين الحلي و الشهيد ستار الصياحي توارد واضح فيقول ستار مخاطباً عدوه في البيت الأول، قلت لك يا أيها الخصم لا تتحدانا(لا تزامطنا) فإنك سوف تَندَم كالمهزوم الذي تحدئ العرب في السابق ، يقول في البيت الثالث ، إننا لا نهوئ الشر و الحروب ولكن عند ما نرئ الشرير يريد أن يواجهنا فنحن مستعدون للمواجهة و لإلحاق الهزيمة به ( الشر من يقبل نتلقاه)

لك المجد والخلود يا ابا سرور

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: